الصحفى محمد منير يلخص حال المساريق فى دنيا أصحاب العقل فيها مجرد "إفيه حزين"
يشهد معرض الكتاب السبت المقبل، حفل توقيع كتاب جديد للكاتب الصحفى محمد منير، وذلك ببيت الياسمين للنشر والتوزيع بخيمة 2 من الساعة الثالثة عصرًا.
يلخص "منير" فى كتابه الساخر مسيرة حياة كاملة لم تخل يومًا واحدًا من المفاجآت.
"اسمى وصفتى وحالى مسروق ابن مسروق".. هكذا لخص منير، حال المساريق فى دنيا أصحاب العقل فيها مجرد "إفيه حزين".. يُطلق لمجرد إشاعة البسمة والبهجة فى حضرة المقربين والمحيطين، أيًا كانت درجة قرابتهم لـ"المسروق".
ودوّن "منير" قائمة مسروقاته بلغة رشيقة، أوجزت خبرة العمر فى بلاط صاحبة الجلالة، بكتاب جديد أصدرته دار الياسمين، مستكملاً وصف شخصية مسروق قائلاً: إنه المصرى الذى يعكس اسمه حاله، انتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتًا على الحال، فأبى وجدى وجدود جدودى كلهم مسروقون.. أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب".
والمسروق المصرى كما يقدمه "منير"، ليس مجرد مواطن مكسور الجناح، أو مهزوم أو مستسلم، إنما هو المواطن الذى يمتلك من الفطنة ما يستطيع أن يبرز، ويكشف كل عوامل القهر التى وقعت عليه، وعلى أجيال سبقته ليضعها على أول طريق الاضمحلال والزوال.
ويضيف: المسروق مواطن واقعى يعبر عن حاله أكثر من تعبيره عن أمنياته، فيكشف عن رداءة الواقع وشراسة الاستغلال، المسروق ليس له بصمة أو أثر أو توقيع وليس له كرامات أو جاذبية، هو ابن الجماعة التى تقوم بثورة على الطغيان لتهدى نتائجها إلى الطاغية، وهى فى قمة الرضا واليقين بأن القادم أفضل.
ويتابع موضحًا: "المسروق هو من يرسل قبلاته لجميلة فتردها بعشق وهيام لآخر فيسعد لسعادته، وهو ابن مرحلة الزرع والعرق والشقى، وليس له علاقة بمرحلة الحصاد تعففًا، هو من يعمل ويبتكر ويفكر، وتأتى المكافأة لغيره ويعتبر ذلك مكسبًا لذاته".
المسروق كما يراه محمد منير هو ابن الجماعة التى لم يرضَ عنها جيلها، ولا الجيل الذى سبقها ولا الجيل الذى لحقها.. وهو ذلك الشخص القوى الذى يقتل العالم غيظًا وكمدًا بعد أن يُحوِّل كل تجاهلهم وظلمهم له لرضاء وسعادة، وربما يرى الثوريون فى موقف مسروق خنوعًا وضعفًا واستسلامًا، ويراه أصحاب فلسفة غاندى قوة مؤثرة، تفوق نتائجها كل ثورات العالم.
وتبزر تفاصيل الكتاب، يوميات مسروق مصرى، لم يتنح عن المشاركة فى كل أحداث الواقع، فكان الشخص الذى يبحث عن رزقه ورزق عياله، فيروى لنا كيف قدم عرقه وجهده ودمه من أجل لقمة عيش غير كاملة، ويروى لنا أيضًا من خلال يومياته كيف انفعل بثورة المصريين على الظلم، وتفاعل معها بصدق المواطن المؤمن بحتمية التغيير والثورة، فجاء انفعاله أكثر تجاوزًا للثورة نفسها، فيصدم بالواقع الذى يعيده لمربعه الأول، ليبدأ رحلة الأمل من جديد.
وفى اليوميات نكتشف محاولة المسروق، الالتحام بكل فئات الشعب حتى المستغل منها، فهو صاحب مهارات وابتكارات وخبرات وثقافة وحكمة لا يمتلكها إلا أبناء جماعة المسروقين، فيدخل معارك كلها خاسرة، ولكنها بالنسبة له تحمل مكاسب كبيرة، حيث تعطيه خبرة ومناعة وصلابة لا يصادفها إلا المخلصون.
مايريد أن يقوله الكاتب: "يوميات مسروق" بُساط واقعى، يأخذك تلقائيًا لتجد نفسك بين سطور الحكايات، فإن لم تجدها فأبشر بأنك خارج قبيلة المسروقين.