ننشر قصيدة "شجر بان" للشاعر يونان سعد، وهى ضمن ديوانه الصادر حديثا عن المجلس الأعلى للثقافة "شبح المراية".
يا عود قرنفل جف
ياروح محبينك
مهما تسافر تروح
م الريحة عارفينك
***********************
شجرة بان
صديقى/
قريت جوابك ده اللى فات / أرسلته من مطرح غريب!/ كيف تكون أراضى الإنس يا صاحبى؟ وكيف ترضى بحبسة البرواز/ يجوز
ونسيت تعنون كلامك بريحة الذكرى
صديقى/
أيامها كنا روحين فى شجرة بان/ أنا كنت جدر البان / وانت غصنها الفواح/ طرحت جنب البان قرنفل/ وروحك ساكنة فى العطرين/ تشمشمها الخلايق تدوب/ م السكر ع الحالتين / انا وانت كنا روحين فى كاس من خمر/ فليه ترضى بسجن الطين؟
دنية الأرواح إذا حلت فى بدن إنسي/ بتتزفر
كإنها سقطت فى كاس من دم
رغم انى معاشرتوش / فانا فاكره فى مروره على/ هذا المُشظَّى والحزين
الواقع ما بين السم والأفعى..الضاحك ما بين الآه
والأنين
صديقى /
بعد انصهار البان، فاحت روايحنا على كل شئ فى الغاب، بخور معتق تشمشمنا الخلايق تُجَنْ، أنا اصطفيت المية والعشب المندى والسمك فى البحر/ وانت اصطفيت إنسي
ليه تصطفى الإنسان؟
طب كنت تتجوز فراشة أو سيل على الوديان/ السيل على الوديان أحن
وانت انت الروح الطلوقة لك مع كل ريح مرعى/ وهو / هو الوحيد م الكائنات بيحن للنار والكفن/ مع كل يوم يكبر هيبددك حبة/ ويبددك حبة/ حليت فى مطرح هلاكك قبل اللقا بسطرين.
فاكر .. هتقول لى مش فاكر
ومكانش عشمى تمل قبل الطريق ما يلين
وقعت الغيمة وزلت الذكرى وشاب الطين
وآكل الأرواح فى غاب الناس يطيح
وانا وحدى بستغرب
ليه الخلايق يعيشوا عيشة الطواحين
صديقى/
أيامها كنا روحين فى شجرة بان، وكنا نطل من شباك نواحينا على شباك نواحيهم ونستغرب ليه الخلايق يعيشوا عيشة الطواحين
عن عجوز كان يعدى قدامنا، يوماتى شايل على كتفه نخلة، من أول المشوار لنص الغاب، على كل خطوة فى الطريق ينفرط من عقد روحه قيراط، ويحط إيده جوه عبه كإن شىء فى الحشا فاضى
عجوز يفتش سكته قبله/ والذكرى خدَّاعة
كان أنهى مطرح فى الطريق انتقص م الروح بدن كامل/ اى العيون بكت دمعة على الخسران/ أنهى فؤاد راعى
بين السما والأرض مزيكا مفروطة/ مع كل هزة وتر بتنقص النغمة/ منقوصة ولواعة
العقد سايب والفراغ بيزن بين ضلعيه/ الذكرى ضل العابرين للضل/ فاكر .. هتقول لى مش فاكر
و مكانش عشمى تضل قبل اللقا بساعة.
***************
ياعود فرنفل جف ياروح محبينك
مهما تسافر تروح م الريحة عارفينك
لكن بتدبل تروح يستوى قمحك
تكتر طواحينك
مش متشافين للصديق
بددت ريحك وطينك شمشمنا ريح طينك
لم نلتقيك فى طريق والبان صرخ مجروح
واهو كل روح سارحة
ناقصها حتة روح