أثارت الواقعة البشعة التى شهدتها محافظة الدقهلية، بقيام عامل بالاعتداء الجنسى على طفلة لم تتجاوز العامين، حالة من الغضب داخل المجتمع المصرى، وهو ما دفعنا لنسأل هل وصل خيال الروائيين لواقعة تشبه قذارة مغتصب فتاة البامبرز؟، ونترك الساحة للمثقفين للإجابة.
قال الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، إن الروايات التى قرأتها لا يوجد بها حادثة تشبه واقعة فتاة البامبرز، فنحن أمام حالة مرضية، حيث إنه لا يوجد شخص طبيعى يقدم على مثل هذه الجريمة، والتى فاقت الخيال لأبعد الحدود.
وقالت الكاتبة سلوى بكر، إنها لم تقرأ فى الروايات عن مثل هذه الواقعة، التى فاقت الخيال والعقل، مؤكدة أن أى كاتب يتحدث عن مثل هذه الواقعة فى روايته فهو حتما سيكون مريضًا.
وأوضحت سلوى بكر، أن الكاتب عندما يتحدث عن واقعة جنسية فهو يأتى بها من الواقع ومن التجارب وليس من الخيال، ولا يوجد أى واقعة تتقارب مع جرائم اغتصاب الأطفال.
وأشارت سلوى بكر، إلى أن الشخص المتهم باغتصاب طفلة البامبرز، شخص مريض نفسى بالتأكيد، ولا ينبغى رصد هذه الواقع فى الروايات، لآن عندما يتم رصدها ستكون الرواية أشبه بكتاب حوادث.
ومن جانبها قالت الكاتبة فاطمة ناعوت، إن هذه الحادثة فاقت الخيال، أغرب من الإبداع وأشد إيلامًا للأسف، فلا يوجد كاتب سرد مثل هذه الوقائع، حيث إننى قرأت الكثير فى الكتب والروايات والمسرحيات، ولكنى فى مجل قرآتى لم أر فعل مشين مثل ما فعله هذا الوغد.
كما أشارت "ناعوت" إلى البرلمانى الذى تطاول على الروائى العالمى نجيب محفوظ منذ شهور قليلة، قائلة: هذه الواقعة تجعلنا نسأل البرلمانى نائب مجلس النواب الذى اتهم أعمال نجيب محفوظ الأدبية بأنها تحث على الرذيلة، هل وصلت روايات نجيب محفوظ إلى هذه الحادثة البشعة.
وأوضحت فاطمة ناعوت، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الكتاب والأدباء لا يكتبون إلا انعكاسات الواقع، فالرذائل تأتى من قلب الواقع وليس من تأليف المؤلف، مشيرة إلى أن هذه الواقعة تؤكد جهل البرلمانى بمعنى الإبداع والكتابة.
ولفت فاطمة ناعوت، إلى أن الكتاب والشعراء والروائيين لا يخترعون ما يكتبون، ولكنهم يحاولون لمس الواقع، ولكن الواقع دائمًا أغرب من خيالينا، فهذه الواقعة أغرب من الإبداع وأشد إيلامًا، ولا يمكن لخيال الكاتب أن يصل لهذه الدرجة، مطالبة من المشرع بتغليظ العقوبة على هذا الوغد، فهذه الطفلة المسكينة حرمت بأن تكون أم طوال حياتها.