تحت عنوان "سيرة مثقف" جاءت افتتاحية العدد السادس من مجلة "الشارقة الثقافية" التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وسلطت الضوء على مؤلفات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تتنوع بين المسرح والتاريخ والسيرة الذاتية والبحث والأدب، مشيرة إلى أنها تحمل قيماً إبداعية ومعرفية وتاريخية، وتكشف عن جهود جبارة ومتواصلة في البحث عن الحقيقة وسبر أعمال التاريخ، واستلهام العبر والدروس، وفتح كوة في جدار الواقع ليدخل منها ضوء الأمل، وإعادة الاعتبار إلى الثقافة والحضارة العربيتين.
ولفتت إلى أن سموه وقّع مؤخرا كتاب "سيرة مدينة" باللغة الانجليزية الصادر عن دار بلومزبيري للنشر في لندن، حرصا منه على ترجمة كتبه وتقديمها للقارئ في بريطانيا ليتعرف إلى تاريخ المنطقة وخريطتها الجيوسياسية ومخططات الاستعمار والتشكل السياسي والاقتصادي لها.
فيما استعرض مدير التحرير نواف يونس في مقالته تحت عنوان " لسنا ردة فعل" بعض مظاهر الاقتباس والتناص والاستعارة والتأثر الغربي بشعاع الحضارة العربية والإسلامية وهي في أوجهها، في الأدب والعلوم والفلسفة والكثير من مجالات المعرفة، وخلص إلى أن تلك الاستشهادات يجب أن تكون حافزا ودرسا لنا في أهمية العودة إلى منهج البحث العلمي في إحياء العلوم الطبيعية والإنسانية، والذي أضعناه بعد ما كنا قد وصلنا إليه من ريادة حقيقية في مختلف مجالات العلم والفكر والأدب.
وفي تفاصيل العدد قدم المستشرق الاسباني خوسيه ميغيل قراءة في خطاب "بيكو" في كرامة الإنسان واعتبر أن فكرة أن الإنسان هو أشرف الخلق وأفضله نزعة عربية إسلامية سابقة لكل أنسنة غربية، فيما كتب سكرتير التحرير محمد غبريس عن إنجازات الشيخة بدور القاسمي وإسهاماتها في دعم الثقافة العربية وتعزيز وحماية حقوق النسخ والطباعة والنشر، التي أحدثت نقلة نوعية في هذا المجال ونقلت النشر الاماراتي إلى العالمية، أما الباحث الدكتور يحيى عمارة فغاص في مشروع المفكر محمد عزيز الحبابي الذي يعد مؤسس الفكر الفلسفي المعاصر في المغرب.
تضمن العدد تغطية شاملة حول فعاليات بيوت الشعر العربية من الشارقة إلى الأقصر والمفرق والقيروان وتطوان وصولاً إلى نواكشوط والخرطوم، التي حفلت بالأمسيات والندوات واللقاءات الشعرية والأدبية، وجمعت بين الأصوات الجديدة والتجارب العميقة واحتفت بالمبدعات العربيات، وناقشت أدب الطفل، إضافة إلى وقفة مع مهرجان نواكشوط للشعر العربي الذي عانق القصيدة الموريتانية المعاصرة.
تجولت "الشارقة الثقافية" في متحف اللوفر بباريس وتوقفت عند كنوز الحضارة العربية والإسلامية النادرة بقلم فائزة مصطفى، وزارت المتحف الوطني الأردني الذي يمثل التنوع الثقافي والمعرفة الفنية كما كتب عمر أبو الهيجاء.
كما تضمن العدد وقفة مع الروائي البريطاني الشهير تشارلز ديكنز، وزيارة إلى متحفه الذي يضم أهم مجموعة عالمية من مقتنيات ديكنز الشخصية بقلم فيء ناصر، إضافة إلى مداخلة حول الروائي الكبير عبد الرحمن منيف الذي أعاد تشكيل الواقع بالكلمات بقلم د.بهجية إدلبي، فيما كتب أشرف أبو اليزيد عن الكوري "مانهي" الذي يلتقط الحياة ويقتنص المفردة الشعرية، ويحاور الحبيب الأسود الشاعرة هدى الدغاري من تونس التي تحمل رؤية شعرية بعبق أنثوي، فيما يقدم أحمد الأغبري إضاءة على سليمان العيسى بعيون رفيقة دربه ملكة أبيض، ويكتب وفيق صفوت عن أميرة الشعر البولندي فيسوافا شيمبورسكا، وترى د.أماني فؤاد أن ديوان "مرايا نيويورك" لسمير درويش يحمل رؤى خاصة وجدلا مع الذات، ويتوقف د.مرتضى الغالي عند "شوق الدرويش" للروائي حمور زيادة التي أثارت جدلا لتناولها وقائع تاريخية، بينما تقول د.اعتدال عثمان أن بهاء طاهر يمتلك فنون السرد العميق والسلس معاً.
وفي باب "فن.وتر.ريشة" كتب زياد عبدالله عن بينالي الشارقة (13) الذي عكست أعماله تماوجا بين التجريب والمغامرة، وتضمن إطلالة على الأسطورة فان جوخ مبدع لوحات الزهور ومضيء شموع الأمل بقلم عمر ابراهيم محمد، فيما كتب محمد العامري عن الفنان محمود طه الذي رحل وفي قبضته بقايا من تراب وطنه، وقدم أسامة عسل حقائق فنية هوليوودية حول سحر "لا لا لاند" وفوز فيلم "مونلايت" بأوسكار 2017، وتوقف محمود الغيطاني عند السينما الجزائرية التي حصت أول جائزة ذهبية عربية في مهرجان كان، كما توقف ياسين عدنان عند رحيل الفنان محمد حسن الجندي بعد توقيعه على سيرته الذاتية، فضلا عن حوار مع الفنان مرعي الحليان الذي لايزال يحلم بالمسرح ويتنفسه، كما حاوره ظافر جلود، وقراءة في مسرحية "جوليا دومنا" من تأليف وإخراج شريف خزندار وتمثيل ميراي معلوف بقلم عبده وازن، فيما كتب فوزي كريم عن فن الأوبرا وتذوق السيمفونية وصولا إلى الأوركسترا.
من جهة ثانية، تضمن العدد الخامس مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "مؤتمر الغدد..مؤتمر الوطن" – طالب الرفاعي، "بين التشدد والتنوير" – د.محمد صابر عرب، "الميراث الثقافي العربي في مواجهة العدمية" – واسيني الأعرج، "دانتي والأخيلة المميزة" – د.صلاح فضل، "عالم الرياضيات روائياً " – د.عبد العزيز المقالح، "عبده وازن نصوصه مستلة من أحلامه الشخصية"- د.حاتم الصكر، "الشاعر محمود حسن إسماعيل جدد في القصيدة العربية" – مصطفى عبدالله، "الكاتب العربي عرف النشر منذ فجر النهضة" – نبيل سليمان، "النظرة ووهم الاستنساخ" – سعيد بن كراد، "صورة الشاعر على الغلاف" - المنصف المزغني، "مشروع الشارقة الثقافي ومبادرات المواجهة بالشعر"– عبدالله أبو بكر، "النص المسرحي العربي..إلى أين؟" - فرحان بلبل.
ويفرد العدد مساحة للقصائد والقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: سامي أبو بدر "في حضرة الشوق" / شعر، زينب الأعوج "حدائق القمر"/ نصوص، هبة شريقي "كأن المدى عرس غيم"/ شعر، مهدي زلزلي "ابتسامة على وجه رجل وحيد" / قصة قصيرة، أحمد الزهراني "نشيد الغياب" / شعر، عبد المؤمن جبران "قمر بكر" / شعر، رفعت عطفة "سفر" / قصة مترجمة، إيمان يونس " قصص قصيرة"، ابراهيم مبارك "سفر" / قصة قصيرة، شهاب غانم "الشعر" / شعر.
يذكر أن العدد احتوى كالعادة على ملف خاص للشعر والأدب الشعبي متضمناً عدداً من القصائد النبطية إضافة إلى قراءة في شعر راشد الخضر الذي يحفل بذاكر الأماكن في الإمارات.