رد الأثرى مصطفى فوزى محمد، مدير منطقة آثار عابدين والقصر العينى، مدير إدارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بالمنطقة، على الدكتور عبد الباقى السيد عبد الهادى الذى كان قد اصطحبه انفراد للبحث عن قبر الصحابى عمرو بن العاص، حيث أكد "عبد الباقى السيد" أن قبر ابن العاص يوجد داخل مسجد عقبة بن عامر بالقرافة الصغرى فى منطقة سفح المقطم.
وقال فوزى محمد، وجدت أن الدكتور عبد الباقى السيد عبد الهادى أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة عين شمس يعلن أنه قد وجد قبر عمرو بن العاص مستندًا على العديد من الدراسات والأبحاث، حيث ذكر أن هذا القبر على مقربة من مسجد الليث بن سعد ارتبط باسم الصحابى عمرو بن العاص يقع بالقرب من مسجد الليث بن سعد، مضيفاً أن ضريح الليث يبعد عن ضريح عمرو بن العاص مسافة تقدر بـ 500 متر تقريبًا.
وقد ذكر الدكتور عبد الباقى أن كل الأدلة تؤكد أن الضريح الصغير الموجود بمسجد عقبة بن عامر هو قبر الصحابى عمرو بن العاص، وذلك لأن عمرو بن العاص قد أوصى بعدم وضع أحجار أو أخشاب على قبره! لذلك ظل القبر بسيطًا منذ وفاة ابن العاص فى عام 43 هجرية.
وهنا أود أن أذكر أن الأستاذ الدكتور عبد الباقى السيد قد قام بجهد مشكور فى دراسة هذا الموضوع إلا أن هذا الكلام ما هو إلا اجتهاد من سيادته ولكنه غير صحيح لعدة أسباب:
1- توالى على حكم مصر العديد من الحكام بعد عمرو بن العاص وهو ما يعرف فى فترة التاريخ المصرى الإسلامى عصر الولاة لماذا لم يقم أحد من حكام مصر الإسلامية فى ذلك الوقت بتحديد مكان دفن عمرو بن العاص وإقامة قبة عليه تخليداً لذكراه؟.
2- هل يعقل أن دولة بحجم مصر صاحبة التاريخ الإسلامى الحافل بالأحداث المرتبطة بالعالم الإسلامى لا تهتم بقبر فاتحها على مر عصورها الإسلامية المختلفة!!.
3 – أن بعض حكام مصر فى العصر الإسلامى من أصحاب الإنجازات الرائعة فى مجال العمارة والعمران والإنشاء والتعمير وإضافة بصمات واضحة على العمائر والمقابر الهامة والمرتبط اسمها بالتاريخ الإسلامى على سبيل المثال لا الحصر صلاح الدين الأيوبى – الظاهر بيبرس – الناصر محمد بن قلاوون – السلطان قايتباى – السلطان قانصوة الغورى – الأمير عبد الرحمن كتخدا وغيرهم فهل يعقل أن يهمل هؤلاء الحكام قبر فاتح مصر.
4- ما ذكرته العالمة الجليلة رحمة الله عليها الأستاذة الدكتورة سعاد ماهر محمد نقلاً عن ابن تغرى بردى قوله (وليس فى الجبانة قبر صحابى مقطوع به إلا قبر عقبة فأنه زاره الخلف عن السلف .......) وكلمة مقطوع به يعنى مؤكد وجوده.
5- أن وفاة عقبة بن عامر عام 58 هـ أى بعد وفاة عمرو بن العاص بخمس عشرة سنة.
6- إذا كان اهتمام الحكام قد لحق بقبر عقبة بن عامر حتى أن السلطان صلاح الدين قد قام بهدم المبنى المقام على المقبرة وأنشأ مكانه قبة كبيرة فهل يعقل أن يترك قبر فاتح مصر عمرو بن العاص هكذا دون عناية وكأنه لم يراه!.
7- أن اللوحة المشار إليها فى مقال جريدة انفراد لوحة تأسيسية مكتوبة بالخط الكوفى البارز وهو من نوع الكوفى المورق وهذا النوع من الخطوط ظهر منذ القرن الثانى الهجرى وشاع منذ القرن الثالث الهجرى أى بعد وفاة عمرو بن العاص بمائة وخمسون عامًا على أقل تقدير.
8- أن شواهد القبور التى ترجع لفترة الصحابى الجليل عمرو بن العاص وما بعده بفترة ليست بالقليلة مكتوبة بالخط الكوفى البدائى مثل شاهد قبر عبد الرحمن بن خير الحجرى ويحمل تاريخ 31 هـ وأن أسلوب اللوحة الواضح بالمقال يرتقى لأساليب الخطوط التى ترجع للقرن الثالث – الرابع الهجرى على أقل تقدير.
9- ذكر العالم الجليل حسن عبد الوهاب – رحمه الله – أن القبر الموجود بهذا المسجد وبالتحديد فيما يلى المدخل هو قبر الشيخ ابراهيم المتوفى سنة 1182هـ/ 1768م وهو أحد شيوخ المسجد.
10- أن شاهد القبر الذى اعتمد عليه الدكتور عبد الباقى، عبارة عن شاهد قبر مستطيل يخص الشيخ العلامة عبد الرحمن بن عبد الملك الشافعى المتوفى عام 657 هـ وبالمناسبة أن هذا الشاهد عثرت عليه لجنة حفظ الأثار العربية وهى من قامت بتثبيته على الجدار!.
11- حدثت أعمال تجديد وعمارة للمسجد والقبة فى عهد الوزير محمد باشا سلحدار عام 1066هـ / 1655م والذى قام بتجديد المسجد وقبة سيدى عقبة ألم يرى قبر عمرو بن العاص ليقوم بتجديده؟! أو وضعه فى الوضع الذى يليق به؟.
أخير وبناءاً على ما سبق، نحن نؤكد أن القبر المشار إليه ليس قبر عمرو بن العاص كما يذكر الدكتور عبد الباقى وأن قبر عمرو بن العاص لايزال مجهولاً ولا نعرف مكانه.
ومع ذلك فأننى أشكرا الدكتور عبد الباقى على الجهد الذى بذله وأننى أقوم حالياً بعمل دراسة شاملة لمعرفة الموقع الذى دفع به عمرو بن العاص وتحديد مكانه بصورة دقيقة.