هل أطاح طه حسين بـ سيد محمود من "القاهرة" ومحمود الضبع من "دار الكتب"؟

فى يوم 28 مارس الماضى تقدم الدكتور محمود الضبع، رئيس دار الكتب والوثائق القومية باستقالته من الهيئة، وذلك دون مقدمات واضحة، ويومها انتشرت التكهنات حول هذه الاستقالة المفاجئة. وأمس الثلاثاء، تقدم الكاتب الصحفى سيد محمود باستقالته من رئاسة تحرير جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة، فيما يعد عملا مفاجئا أيضا وبلا مقدمات سابقة، خاصة أن العدد الأخير الذى صدر فى نفس يوم الاستقالة، احتوى وعودا تحريرية مستقبلية منها نشر كتاب جديد للدكتور شاكر عبد الحميد فى العدد القادم، وبدأت التكهنات مرة أخرى للوصول للحقائق. كان محمود الضبع، قد أرجع استقالته لرغبته فى العودة إلى عمله الأكاديمى بجامعة قناة السويس، أما سيد محمود فرفض الخوض فى أسباب الاستقالة، وأعلن عودته لمؤسسة الأهرام، لكن كلام سيد محمود الذى نشره على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" والذى قال فيه "سأعود بعد استقالتى اعتبارا من اليوم وبناء على طلب وزير الثقافة لخلاف فى وجهات النظر للعمل فى مؤسستى العزيزة الأهرام، مع العلم أن الوزير رفض استقالتى قبل أسبوعين، ومن جهتى أدعو بالتوفيق للزميل الذى سيتولى المسؤولية من بعدى، وأرجو له أن ينجز ما لم أتمكن من إنجازه والحمد لله، ومع كامل احترامى للزملاء الصحفيين لن أخوض فى أسباب الخلاف احتراما لنفسى ولعلاقة صداقة قديمة تجمعنى بالسيد الوزير" هذا الكلام يوحى بـ "غضب" سيد محمود أو على الأقل أنه لم يتقدم بالاستقالة من تلقاء نفسه. هذه الأحداث تدفعنا لإلقاء الضوء على السياق العام الذى يجمع فيه الأطراف الثلاثة (وزير الثقافة، محمود الضبع، سيد محمود) فلا نجد غير رواية "خطبة الشيخ" الخاصة بعميد الأدب العربى طه حسين. هذه الرواية وكواليس التعرض لها وأثرها فى الأزمة يمكن التنبه له بسهولة ولو توقفنا أمام مقال الدكتور جابر عصفور "عن ريادة الروايات العربية وعدم الأمانة" المنشورة فى جريدة الأهرام يوم الجمعة الماضى، خاصة أن "عصفور" كان غاضبا بشكل كبير وكتب نحو "2700" كلمة تنوعت بين الصدمة من المعلومات والاتهامات بعدم الأمانة والتعريف بالصحيح من الأمور. يقول جابر عصفور فى مقالته "فى صبيحة يوم 23 مارس 2017 طالعتنى جريدة الحياة البيروتية على صفحتها الأولى بخبر، تحت مانشيت كبير يحمل خبر اكتشاف رواية مجهولة لطه حسين هى «خطبة الشيخ»،ويصفها كاتب الخبر من القاهرة الأستاذ سيد محمود بأنها رواية تنتقد الأزهريين وتحيى السجال حول الريادة، ولفت عينى الخبر أو على نحو أدق صدمها، فأنا أعرف الأستاذ سيد محمود وأعده ابنا لى، وهو مصدق عندى، فضلا عن أنه يشغل منصب رئيس تحرير جريدة القاهرة التى تصدرها وزارة الثقافة. وقرأت الخبر فى عناية واهتمام، أولا: لأن الخبر عن طه حسين، وأهم دراساتى عنه، وثانيا: لأن الخبر عن رواية مجهولة له، تحيى السجال حول الريادة الروائية العربية من ناحية موازية. بعد ذلك يتوقف جابر عصفور أمام الخبر المنشور فى جريدة الحياة فينقله كاملا معلقا عليه، " "قائلا لقد أصابتني الدهشة مما قرأت" مضيفا فى استنكار" ومضيت فى قراءة الخبر أو الاكتشاف (المهول) الذى سوف يعدل الموازين والمعلومات التى نعرفها عن الرواية العربية الأولى أو عن قضية الريادة العربية فى كتابة الرواية بشكل عام". وفى جانب مهم من المقالة هاجم "عصفور" كلا من سيد محمود ومحمود الضبع لأنهما أكدا أن "زينب" لـ محمد حسين هيكل متجاهلين روايات مهمة منها "روايات الفتى الريفى" لمحمود خيرت 1904... و"عذراء دنشواى" لمحمود طاهر حقى 1907. كذلك عاب، وزير الثقافة الأسبق، على سيد محمود نقله أقوالا منسوبة إلى للدكتور صلاح فضل ومحمد برادة والدكتور أنور مغيث، مضيفا "ازدادت دهشتى وصدمتى فيما أقرأ لانطوائه على نوع من التسرع المعيب وعدم الأمانة، وقررت أن أوضح الأمر كله، خصوصا بعد هذا الاحتفاء من جريدة (الحياة) الرصينة التى ظللت أكتب فيها لسنوات عديدة ولقسمها الأدبى الذى لا يزال يرأسه الصديق عبده وازن إلى اليوم فيما أعلم، وعهدى بكل الأسماء التى ذكرتها بمن فيهم تلميذى سيد محمود وصديقى عبده وازن ليسوا من هواة التسرع ولا عدم الأمانة، فما الذى جرى بحيث تقبل جريدة (الحياة) أن تنشر على صفحتها الأولى خبر اكتشاف لا يدخل فى أبواب الاكتشافات، ومعلومات خاطئة لا تكتفى بالخطأ فقط، وإنما تضيف إليه عدم الأمانة". جزء مهم جدا من مقالة جابر عصفور تفسر الكثير هى قوله "وما إن عدت من السفر حتى هاتفنى صديقى الأستاذ حلمى النمنم (وزير الثقافة)، ولم أندهش عندما وجدته غاضبا مثلى، فنقلت له مشاعرى التى أحسست بها عندما قرأت الخبر، وطلب منى- مشكورا- أن أكتب تقديما لما سوف تطبعه دار الكتب المصرية من هذا الاكتشاف الذى لا يدخل فى باب الاكتشافات إلا على سبيل التزوير، وأخبرنى فى تواصل حديثى أن صديقنا المشترك الدكتور أنور مغيث أشار إلى الموضوع نفسه فى مقال بالأهرام". كما ذكرت سابقا فإن مقالة جابر عصفور طويلة، لن نستطيع نشرها كاملة، لكن تخيل الغضب الذى كان مسيطرا على كل من جابر عصفور وحلمى النمنم بعد هذا الموضوع، ولنا أن نتوقع التصرفات والحوارات التى دارت بعد ذلك.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;