إن من اللافت للنظر فى معرض القاهرة للدولى للكتاب فى دورته الـ47، هو قيام الجمهور بدور البطولة فى أحداث المعرض، فجمهور المعرض لم يتوقف دوره عند شراء الكتب أو متابعة الندوات والفعاليات والأنشطة، بل تعدى ذلك للاشتباك مع المنصة والاختلاف معها، ولذلك نرصد 7 مشاهد وضعت الجمهور فى دور البطولة بمعرض الكتاب.
ربما كان ما فعله الليبيون فى معرض الكتاب هو الأزمة الأكبر حيث أشعلوا بشقاقهم واختلافهم المعرض ففى ندوة "الوفاق الوطنى آمال وتطلعات" يوم الاثنين الماضى فى قاعة ضيف الشرف تراشق الجمهور والمنصة المشارك فيها عبد الحفيظ غوقة وعاشور شوايل وبعض الحضور الليبى الاتهامات بالخيانة وتدخل الأمن لينهى الأزمة، وعلق "غوقه" قائلا "إنه اختلاف أشقاء فى وجهات النظر" لكنه لم يكن، فبعدها بيوم، الأربعاء، حدثت مشاجرة أعنف وذلك أثناء انعقاد ندوة "الثقافة فى مواجهة التطرف"، والمشارك فيها وزير الخارجية الليبى الأسبق، عبد الرحمن شلقم، فى القاعة الرئيسية بالمعرض.
وفى ندوة كتاب "قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة" للكاتب مصطفى الحفناوى التى أقيمت فى قاعة "كاتب وكتاب"والتى كان من المفترض أن تناقش محتوى الكتاب، ولكن لم يتطرق أحد من المشاركين فى عرض الكتاب لا من قريب أو من بعيد، بالإضافة إلى حضور مشارك واحد من ضمن ثلاثة كان من المفترض حضورهم وهم محمد جادو وعادل السعدنى.
وهذا ما دفع أحد الحاضرين لمهاجمة المنصة، قائلا "جئت للاستماع إلى عرض كتاب للكاتب مصطفى الحفناوى، ولم أسمع شيئا عن الكتاب". ومن جانبه رد عليه مقدم الندوة إسماعيل يوسف، قائلا "لقد سردنا السيرة الذاتية عن حياة الكتاب وأجزاء الكتاب فى بداية الندوة".
كما قالت الكاتبة والروائية سلوى بكر، غاضبة، لجمهور معرض الكتاب"لما أتكلم اسمعونى"، ما دعا الدكتور صلاح فضل للتدخل، طالبا منها أن تكمل حديثها.
جاء ذلك بعد دقائق من بدء ندوة "رواية الغيطانى عالمياً"، التى أقيمت فى القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب حيث أساءت الكاتبة من انشغال بعض الحاضرين خلال الندوة.
كما شن أحد الحاضرين بندوة "الفكر العلمى فى المواجهة"، ضمن فعاليات معرض، هجومًا على الكاتب الكبير السيد ياسين، بعد وصف الأخير بأن الشعب المصرى متخلف فى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قائلاً: أن سبب التخلف هى الإدارة فى قطاعات الدولة، وهناك شريحة كبيرة من المجتمع "مفكرين" ولكن لا يأخذون فرصتهم فى الإبداع.
ورد عليه "ياسين" قائلاً أن التفكير يعتمد على التجدد المعرفى نظرًا لتطوره مع العولمة التى تحيط بالعالم، وإذا لم يدرك الباحث ذلك لا يعتبر باحثًا، مشددًا على ضرورة الارتباط بين العلوم الطبيعية والمناهج الاجتماعية والإنسانية، لافتًا إلى أن التعليم فى مصر يعتمد على العقل الاجتماعى النابع من العلوم الاجتماعية لا تكوين العقل النقدى.
وفى السياق ذاته أنكر أحد الحاضرين فى معرض القاهرة الدولى للكتاب النصوص المقدسة حول نشأة الإنسان، وقال بنظرية داروين فى أن أصل الانسان قرد، فيما رد الشيخ سالم عبد الجليل أن الله خلق الإنسان فى أحسن صوره ولم يتطور من شئ ولم يأت عبثا.
وأضاف "عبد الجليل" خلال كلمته بندوة" خلق آدم بين النص المقدس والنظريات الافتراضية" فى معرض الكتاب، فالله خلق آدم وصب من تراب ثم صار طينا وبعد ذلك صار صلصالا بعد تعرضه للشمس ثم حمأ وأخيرا نفخ الله فيه من روحه وهى روح علوية إلهية، وجعله خليفته فى الأرض فكيف ننكر النصوص الدينية المقدسة ونستد إلى النظريات العلمية المتغيرة.
كما نشبت مشادة حادة بين أحد المصلين وإمام مسجد معرض الكتاب عقب صلاة الجمعة، حيث حث الإمام المصلين على التمسك بالعلوم الشرعية التى ستنجى المسلمين وتجعلهم يسلكون طريق الصلاح والنجاة. فيما عارض أحد المصلين الإمام عقب الصلاة لاكتفائه بالحديث عن العلوم الشرعية دون التطرق إلى العلوم الأخرى من التجريبية والتكنولوجية - على حد قوله، مضيفا أن الرسول قال للمسلمين اطلبوا العلم ولو فى الصين ولم يقل العلوم الشرعية، وأن سبب تخلف المسلمون هو تجاهل العلوم الأخرى. فيما رد الإمام، أن المسجد مكان للعبادة فقط يقدم للمصلين العلوم الشرعية المتعلقة بالدين، ويعلم الناس أمور دينهم.