استضاف مهرجان الشارقة القرائى للطفل فى ملتقى الأدب، كل من الكاتبة أمل فرح، والكاتبة لطيفة بطى، فى ندوة حملت عنوان "سبل صناعة كتب طفل متميز"، وأدارها الكاتب عبد الفتاح صبرى.
وقالت الكاتبة المصرية أمل فرح، إن ما أضر بحركة صناعة كتاب الطفل العربى، هى الصور التقليدية "الكليشيهات" الجاهزة المأخوذة عن نشر كتاب مخصص للطفل، إذ باتت المؤسسات والأهالى والمدارس، تعتمد على تصنيف الكتب وفق الفئات العمرية التى تتوجه لها، وبات لكل فئة ألوانها وأشكال رسومها، وإخراجها الخاص، الأمر الذى أحدث نوعاً من النمطية المملة فى سوق الكتاب العربى.
وأضافت أمل فرح، يبرر هذا الشكل من التعامل مع كتاب الطفل، سبب إقبال اليافعين والشباب على الكتب الأجنبية، إذ تعتمد دور النشر الغربية والعالمية على تقنيات وأساليب إخراجية متنوعة، الأمر الذى يجعل القراء الأطفال فى تجربة مختلفة من المتعة مع كل كتاب جديد يقتنونه.
وتوقفت فرح عند واحدة من الإشكاليات التى تعيق إنتاج كتب أطفال مميزة فى سوق النشر العربى، قائلة: إن كتاب الطفل ليس هو الحكاية أو القصة وحسب، فهذا نوع منها، وليس كلها، حيث يوجد مؤلفات علوم مخصصة للأطفال، وهو ما يغيب عن عالمنا العربى خلال السنوات العشر الأخيرة، فى الوقت الذى كان هذا النوع من الكتب موجوداً ونجح فى تأسيس جيل من الأطفال الشغوفين بالعلوم، والقادرين على فهمها بصورة أكثر حياة.
ومن جانبها قالت الكاتبة لطيفة بطى، أن ما يفتقده الطفل اليوم فى علاقته مع الكتاب، هو المحبة، فهو لا يربى عليها فى البيت، والمدرسة، حيث تفقر الكثير من الأسر إلى الوعى بأهمية قراءة الطفل، وتنمية مداركته، ولا تقدم المدارس مناهج مشوقة، تحببهم فى القصة، والحكاية، مشيرة إلى المناهج الدراسية اليوم جامدة، وتعليمية بحتة، فى الوقت الذى يمكن لها أن تكون تعليمية وممتعة.
وأوضحت لطيفة بطى، أن أزمة صناعة كتاب الطفل العربى، لا تتعلق بالرسامين، والناشرين، وجودة الورق، وإنما تكمن فى النص، مشيرة إلى أنه لو كانت النصوص المقدمة للأطفال تناسبهم، لباتوا أكثر تعلقاً بالقراءة.
ولفتت بطى إلى تجربتها فى الكتابة، والنشر، قائلة راسلت الكثير من دور النشر فى بدايات تجربتى الكتابية، وكانت ترفض، حيث ظلوا متمسكين بالنصوص التقليدية السائدة، وحينما خاطبونى برنامج "افتح يا سمسم" أخذوا النصوص جميعها التى كان الناشرون العرب يرفضونها.