للمرة الرابعة التى أقوم فيها بتغطية فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل، وكل مرة يترك بداخلى أثرا إيجابيا، حول كيفية الاهتمام بالطفل اهتماما يفوق الخيال، ففى كل دورة من دورات المهرجان يحرص الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، على توفير كل احتياجات الأطفال داخل أروقة المهرجان، سواء بالفعاليات أو الإصدارات أو وسائل الترفيه، حتى يخرج الطفل عبر أيام المعرض بوجبة دسمة يستطيع من خلالها أن يكون طفلا مبدعا أو مفكرا أو مخترعا، فى المستقبل.
فى أولى ساعات انطلاق المهرجان الشارقة القرائى للطفل يحرص عدد كبير من الأسر على زيارته لاقتناء العديد من الإصدارات الجديدة، والتجول عبر أجنحة المعرض، فنجد الطفل سعيدا بما يراه، ولديه الحافز على القراءة والحرص الشديد على اقتناء ما هو جديد.
مهرجان الشارقة القرائى للطفل يحرص على تقدم ما هو جديد فى كل دورة بطريقة مختلفة عن أى دورة سابقة، ففيه تجد التجديد والبساطة والانبهار، ليس فقط عند الصغار أو النشء بل الكبار أيضا، ففى العام الماضى قدم المهرجان رحلة عبر الفضاء، فيسبح بداخلها الطفل إلى عالم آخر بعيدا عن الأرض ليتعرف إلى الفضاء الخارجي، وكان من بين الحرصين على التجول فى هذه الرحلة الكبار قبل الصغار، وفى الدورة الحالية، وهى التاسعة من عمر المهرجان، نجد ابتكارا جديدا يقدم للطفل وهو رحلة فى العقل البشرى، تهدف إلى معرفة الطفل كيفية التفكير الصحيح وماذا يريد أن يصنع.
فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل ورشة لصناعة طفل المستقبل، فالكل هنا حريص على تقديم ما هو أفضل والكل هنا يقوم بتوفير احتياجات كل زار، فمجرد عبورك من بوابات الدخول تجد نفسك تسبح فى عالم من التقدم والرقى والثقافة الحقيقية التى تحترم عقول صغار سيصبحون فى المستقبل سلاح هذه الأمة، بفكرهم وإبداعهم وتصوراتهم المستقبلية لحياة أفضل.
مهرجان الشارقة القرائى للطفل هو واجهة الثقافة الحقيقية، لمستقبل مشرق مبنى على هوية ثقافية حقيقية، فالأطفال يتسابقون على الإبداع والتخيل والنضج المبكر، وهذا ما لاحظته خلال الورشة التى نظمها المهرجان وأدارتها الفنانة حنان ترك، من خلال أسئلة الأطفال فكل منهم يحمل فكرا مختلفا، فى طريقة عرض السؤال، فكل طفل عقله عقل رجل كبير والطفلة تمتلك عقل سيدة ناضجة، فيطرحون الأسئلة بطريقة راقية وأسلوب متميز يدل على أن البذرة التى زرعها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة تجنى ثمارها الآن عبر براعم يستطيعون تولى مناصب قيادية فى المستقبل، فالحقيقة أن المهرجان نموذج مشرف لكل دول العالم، وعلينا أن نعمم هذا التطبيق لبناء جيل لا يستطيع أحد قهره.