يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمى للكتاب، والتى اعتمدته رسميا منظمة اليونسكو لأول عام 1995، ومرورا بأهمية الكتاب المعرفية والعلمية الكبرى، كونه وسيلة لعرض أفكار ودراسات وأعمال المثقفين الإبداعية، إلا أن اصبحت صناعته مهددة، فى ظل ثورة النشر الإلكترونى الكبيرة التى اتجهت له كثير من دول العالم.
وحول تأثر صناعة الكتاب وصموده فى مواجهة النشر الالكترونى، يقول الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، أتصور أن الكتاب الورقى، خصوصا فى عالمنا العربى سيظل له وجود كبير خلال الفترة القادمة.
وأضاف "حمودة" فى تصريحات لـ"انفراد" لكن يجب على كل من يقومون على عمليات النشر أن يخططوا لمستقبل قادم سوف تتراجع فيه طرق النشر التقليدية، ويكون الحضور الأكبر للنشر الإلكترونى.
وأكد "رئيس سلسلة الدراسات النقدية بهيئة قصور الثقافة" "ربما يجب على القراء أيضا أن يستعدوا لهذا المستقبل القادم، وأن يتخلى كثيرون منهم عن التمسك لضرورة أن يكون الكتاب ورقيا".
وتابع "وربما بدأت دور النشر، أو بعضها على الأقل، التفكير فى توسعها فى النشر الإلكترونى، ولعلها كانت مدفوعة فى ذلك بأزمة الورق الأخيرة وارتفاع أسعاره، إضافة إلى أن بعض الناشرين يفكرون فى تخصيص النشر الالكترونى للأعمال أو للمجالات، التى لا تلقى رواجا كبيرا، مثل الشعر والنقد والدراسات المتخصصة بوجه عام، وطبعا هذا كله يعود إلى كون الكتاب سلعة فى جانب من جوانبه".
من جانبه قال الناقد والكاتب عمر شهريار، إن صناعة الكتاب لن تتأثر على المدى القريب، وأن النشر الإلكترونى لايزال أمامه عدة سنوات للسيطرة، مبررا ذلك بأن كل الجوائز والمسابقات الكبرى لا تزال تربط جوائزها بالأعمال المنشورة ورقيا، ولم تظهر جوائز خاصة بالنشر الإلكترونى، وهو ما يدفع الكتاب لنشر الكتاب فى طبعة ورقية على الأقل حتى يستطيع التقدم للمنافسة على إحدى هذه الجوائز.
وأضاف "شهريار" لـ"انفراد" أن مصر أصبحت الآن أولى الدول العربية فى صناعة الكتاب من حيث عدد الإصدارات السنوية من الكتب.
بينما قال عماد العادلى، المستشار الثقافى لمجموعة مكتبات "ألف" إن الكتاب الورقى بوجه عام يظل المستحوذ الأكبر على اهتمامات القراء، والمشهد الثقافى بشكل عام، لكنه أكد على وجود عدة أمور تساهم فى تقليل الاتجاه إليه.
وأوضح "العادلى" أن هناك جانبا كبيرا من القراء أصبح يفضل الاتجاه للكتاب الإلكترونى على المطبوع وحتى المزور وذلك لارتفاع الأسعار المتزايد.
وأكد "العادلى" أن دور النشر، هى الأخرى تواجه أزمات فى ارتفاع أسعار خامات الصناعة وأزمة الكتب المزورة، وهى الأمور التى تحتاج تدخلا مباشرا من الدولة فى حين أن المؤسسات المعنية بذلك لم تتدخل.