تتجه أنظار الوسط الثقافى فى مصر، اليوم، إلى العاصمة الإماراتية، أبوظبى، فى انتظار لحظة الحسم، والإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2017، والفائز فى مسابقة أمير الشعراء.
وما يميز مصر فى هذا اليوم، هو مشاركة اثنين من شباب المبدعين فى جائزتين كبيرتين، الأولى تتعلق بالرواية العربية، حيث وصلت رواية "فى غرفة العنكبوت" للكاتب المصرى محمد عبد النبى، والصادرة عن دار العين للنشر، فى القاهرة، إلى القائمة القصيرة، فى الدورة العاشرة للجائزة التى تتجه الأنظار إليها فى كل عام، لما تشكله من أثر كبير فى عالم الرواية العربية. ويحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافية.
محمد عبد النبى فى جائزة البوكر للرواية العربية 2017
وينافس محمد عبد النبى، بروايته "فى غرفة العنكبوت" بين خمس روايات أخرى، هى: رواية "السبيليات" للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل، والصادرة عن دار نوفا بلس للنشر والتوزيع – الكويت، رواية "زرايب العبيد" للكاتبة نجوى بن شتوان، والصادرة عن دار الساقى للنشر – ليبيا، رواية "أولاد الغيتو - اسمى آدم" للكاتب إلياس خورى عن دار الآداب – لبنان، رواية "مقتل بائع الكتب" للكاتب سعد محمد رحيم، والصادرة عن دار ومكتبة سطور – العراق، رواية "موت صغير" للكاتب محمد حسن علوان عن دار الساقى – السعودية.
محمد عبد النبى، كاتب مصرى، ولد فى 1977، وحصل على ليسانس اللغات والترجمة٬ قسم اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية عام 2002 من كلية اللغات والترجمة٬ جامعة الأزهر ويعمل حاليا كمترجم حر.
صدر للكاتب محمد عبد النبى خمس مجموعات قصصية ورواية قصيرة بعنوان "أطياف حبيسة" 2000، وروايتان: رجوع الشيخ 2011، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2013، ورواية فى غرفة العنكبوت 2016.
فازت مجموعته القصصية "شبح أنطون تشيخوف" بالمركز الأول في جائزة ساويرس الأدبية عام 2010 وفازت أحدث مجموعاته القصصية "كما يذهب السيل بقرية نائمة" بجائزة أفضل مجموعة قصصية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015.
يواصل محمد عبد النبى، النشر الورقي والإلكتروني لإبداعاته الأدبية وقراءاته النقدية وترجماته في العديد من الإصدارات ويمارس التدريب على الكتابة الأدبية منذ عام 2009، في ورشة باسم "الحكاية وما فيها"، وصدر له مؤخرا كتاب عن تقنيات الكتابة السردية بالعنوان نفسه.
الشاعر حسن عامر فى مسابقة أمير الشعراء 2017
أما فى مسابقة أمير الشعراء، فقد وصل إلى التصفيات النهائية، الشاعر المصرى حسن عامر، الذى ينافس ضمن 6 شعراء عرب من خمس دول، على بردة الشعر، في مسابقة أمير الشعراء، التى تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، في موسمه السابع.
وتمكن 6 شعراء من الوصول للمرحلة الأخيرة من كل من: السعودية، مصر، العراق، سلطنة عُمان، وموريتانيا، ويتنافسون على مسرح شاطئ الراحة بالعاصمة الإماراتية، بحضور حشد من كبار الشخصيات ونجوم الشعر ورموز الفكر والثقافة والإعلام من داخل وخارج دولة الإمارات.
وكانت لجنة التحكيم قد منحت أعلى درجاتها فى الحلقة الماضية، المرحلة قبل الأخيرة، للشاعر السعودى إياد الحكمي، الذى حصل على 28 درجة من أصل 30 درجة، تلاه الشاعر المصري حسن عامر بـ26 درجة، ثم الشاعر السعودى طارق الصميلي بـ24 درجة، وتبعته الشاعرة العراقية أفياء أمين بحصولها على 22 درجة، ثم الشاعر العُمانى ناصر الغسانى بـ20 درجة، وحل أخيراً الشاعر الموريتانى شيخنا عُمر بحصوله على 12 درجة.
وتبلغ قيمة الجوائز للفائزين بالمراكز الخمسة الأولى فى أمير الشعراء 2100000 درهم إماراتى، حوالى 600 ألف دولار أمريكى، بالإضافة إلى بردة الشعر، التى تمثل الإرث التاريخى للعرب، والخاتم الذى يرمز للقب الإمارة، وتبلغ القيمة المادية لجائزة الفائز بالمركز الأول وبلقب أمير الشعراء مليون درهم إماراتي.
فيما يحصل صاحب المركز الثانى على 500 ألف درهم إماراتى، ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتى، أما جائزة صاحب المركز الرابع فهى 200 ألف درهم إماراتى، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتى.
هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين، واستمرار التواصل معهم والتعاون فى تنظيم الأمسيات الشعرية لهم.
ولد الشاعر حسن عامر فى يناير 1989 فى قرية الحميدات التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر جنوب مصر، وفى هذه البيئة الخصبة، التى أنتجت الكثير من المبدعين، نبت الشعر فى قلب حسن عامر كما ينبت النخل وتنبت أشجار السنط على حافة النيل، فحفظت معه الكروم الحكايا وليالى السمر الدافئة، وصنعت به نسمات الريح فى ضل النخيل الذى لعب وكبر تحته صنعها، فعرف الجنوب حق معرفته وكان له حظأ وافرا من مشاعره التى ادخرها ليبنى بها قصائد متماسكة تحكى عن الإنسان وتدعو للإنسانية.
درس حسن الأدب الإنجليزى فى كلية اﻵداب جامعة جنوب الوادى، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 2011. وحصل على المركز الأول فى مسابقة "إبداع" التى تنظمها حكومة الشارقة، فى نسختها اﻷولى فى مجال شعر الفصحى.
ونشر الشاعر الجنوبى الشاب أول دواوينه الذى يحمل عنوان "هكذا أطلعكم على" عام 2013، والذى نبأ بظهور شاعر متفرد فى تكوين الصورة وفى صوته الشعرى، وكان هذا الديوان خير ما يطلعنا عليه شاعر يقدم للقراء ديوانه الأول.
تلى ذلك ديوانه الثانى "بياض ملائم للنزيف"، حيث أكد حسن عامر فى هذه المجموعة أنه شاعر مهموم بأوجاع اﻹنسان ويسعى إلى تغيير العالم بشعره، فخير ما يمكننا أن نشبه به حسن عامر وإبداعاته ما يقوله الشاعر اليونانى نيكوس كزنتزاكس فى كتابه "تصوف منقذو اﻵلهة": "أنا القروى أقفز على المسرح وأتدخل فى مسيرة العالم".
كما صدر لحسن مؤخرا، خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب 2017، ديوانه الثالث "أكتب بالدم الأسود" عن دار "بردية" للنشر والتوزيع، وهو الديوان الحاصل على جائزة بيت الشعر.
حصل الشاعر حسن عامر على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الإبداعية، التى يتمنى كل محب للشعر أن تطول وتدوم، ومن بين هذه الجوائز: جائزة بيت الشعر بيت الست وسيلة عن ديوان "أكتب بالدم الأسود"، وتم تكريمه فى ملتقى الشارقة للشعراء الشباب العرب، ووصل حاليا إلى المرحلة الثانية قبل النهائية من مسابقة أمير الشعراء فى نسختها السابعة.