بين لهب الخيانة وانهار الوفاء تقطن رواية "زوبعة فى قلبين"، للكاتب ولاء تحسين، والصادرة عن دار سما للنشر والتوزيع، بنكهة الوجع ومذاق الخذلان يختصما فيها القلب والعقل، يقاضيا بعضهما البعض على منصة الوفاء لنرى نزال من الأحداث يدافع كلا منهما عن وجهة نظر اعتنق ممارستها إلى أن يصدر القدر أحكامه الفاصلة.
ويتناول الكتاب من خلال رواية "زوبعة فى قلبين"، نماذج حيايتة غير تقليدية موجودة بيننا وفـى مجتماعتنا العربية، أبطال يحفزوا فى القارئ فضول المتابعة ونهم الاستدراج يتوحدوا بأحاسيسهم مع كل تفصيلة من الأحداث، ربما يصابوا أيضا بالتوتر ولا بتسريح لهم خاطر إلا بقراءة السطور الأخيرة حتى النهاية
الرواية تراهن على قيم الوفاء رغم منعطف الخيانة الذى يتعثر بها واستئناف الاحكام بصددها يعتمد على حجم المواقف وهل هى عابرة يجدى معها قوانين الاستئناف أم لا فهناك مواقف يظلم فيها القلب بنفوذ العقل ومبرراته الغير منصفة وهناك مواقف يجنى فيها القلب بعاطفته على العقل فينجرف الأخير لدرب لا مفر منه، فالأمر يخضع لقابلية كلاهما على الصفح وقدرة الاحتمال على التجاوز، والانتقال من مرحلة الوجع إلى مرحلة الاستئناف تحت دعوى النسيان والرغبة فى التعايش، وتداخل يتماهى فى مداه المسئول الأول عن الانشطار الروحى لروحين كانا يوما ما روحا واحدة وكيانا واحدا واجها بالتلاحم صفعات الزمن حتى وهنت الأيام بين أيديهما وشاب الدهر على أعتاب اقترابهما وأصبح ما بينهما كالزوبعة تتجدد دائما.