قال الناقد الدكتور محمد عبد المطلب، إن الكاتب الكبير محمد سلماوى تناول فى مجموعته القصصية "ما وراء القمر" القضايا الوطنية من المنظور الاقتصادى وفساد السلطة، وبعض القضايا الخاصة فى قصة أطفال الشاطئ والتى سلطت الضوء على ارتكاب الكيان الصهيونى المجازر تجاه الأطفال، وقصف الأبرياء وهو يلهون على الشاطئ، فهذه المجموعة متميزة وأبدع الكاتب الكبير محمد سلماوى فى سردها.
نظم معرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة لمناقشة رواية "ما وراء القمر" للكاتب الكبير محمد سلماوى بقاعة ضيف الشرف، ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب بدورته الـ47.
وقال الكاتب محمد سلماوى فى مستهل كلمته إن ظروف كتاباته للمجموعة القصصية "ما وراء القمر" كانت مختلفة تمامًا عن كتاباته لـ8 المجموعات القصصية التى كتبها بدءًا من "الراجل الذى عادت إليه ذاكرته"، لافتًا إلى أن المجموعات القصصية السابقة كتبت بشكل متفرق، وكل قصة لها ظروفها وتوقيتها ولكن المشترك بينهما هو القلم.
وأضاف "سلماوى" أن ظروف كتابة المجموعة القصصية "ما وراء القمر" متأثرة بكتاب الموتى الخاص بالفراعنة، والذين يرحلون عن هذا العالم لا يموتون، ولكن يرحلون عن للعالم الذى تشرق فيه الشمس، ويعيشون فى مكان آخر وهو "ما وراء القمر" مضيفًا أن رحيل هؤلاء عن عالمنا ليست النهاية، ولكنهم ينتقلون إلى مرحلة أخرى، ويعودون مجددًا كما نص كتاب الموتى.
وتابع سلماوى، أن إحدى هذه القصص التى تستحضر الموتى من جديد وهى قصة وصية أستاذ ليوسف إدريس، ورسالة أسمهان بعد رحيلها، مضيفًا أن المجموعة القصصية سيطرت عليها فكرة أن الموتى يعيشون معنا دون أن ندرى، وهذه القصص جميعًا متصلة بموضوع واحد وهو الموت وإن كان تختلف فى معالجتها.
من جانبه قال الناقد محمد عبد المطلب، إن الإقدام على قراءة كتابات "سلماوى" تحتاج إلى إعداد خاص، وكتبت عنه ووصفته بأنه إنسان عالمى فى الجوانب الأدبية والإبداعية، مضيفًا أن هذه المجموعة القصصية جاءته، ولكنه ما زال يعيش فى أجنحة الفراشة، الأمر الذى تطلب مقاومة لكونها نصًا فنيًا غير مطروح فى الأعمال الأدبية.
وأضاف "عبد المطلب" خلال كلمته أن عنوان المجموعة القصصية "ما وراء القمر" هو عنوان مدهش فى بنية الصياغة، ويفتح آفاقًا لنص جديد يقود القارئ إلى متاهة، ويحتاج إلى التحرك فيها بشىء من الدقة حتى لا يضل الطريق، لافتًا إلى أن العنوان يكاد يستحضر أشياء فى كيفية أن يكون الموت والحياة وجهان لعملة واحدة، وأن العناوين الفرعية للمجموعة القصصية التاسعة تنتمى إلى العنوان الرئيسى للمجموعة القصصية.
وأكد "عبد المطلب"، أن أهم ما فى هذه المجموعة هو الحديث عن الموت من وجهه الآخر منه وهو الحياة، فالموت عند الصوفيين هو امتداد للحياة، فكيف أن السيد البدوى غسل وكفن نفسه، وكذلك قصة وصية يوسف إدريس، موضحًا أن المؤلف أجاد رسم هذه الشخوص فى ملامحها الداخلية والخارجية، وكثرة الأحاديث النفسية أكثر من الحوار المنطوق، فرسم شخصية مصارع الثيران والتى جسد علاقته بالثور فى نطاق المحبة.