بين الحين والآخر يتم اكتشاف سرداب تحت مبانى منطقة الخليفة التاريخية، والمنطقة معروفة بتراثها المميز الذى يعود للعصر المملوكى، ومن المتوقع أن تحتوى قدرا لا بأس به من السراديب، وفى ذكرى ميلاد الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى الذى اهتم بتلك المرحلة التاريخية، خاصة فى روايته الشهيرة الزينى بركات، حيث كانت السراديب وما يتم فيها جزءا أساسيا من أحداث الرواية، ففيها يتم تعذيب الضحايا والمخالفين ومنها يتمكن الأبطال من الهروب قبل السقوط، والسؤال الذى يفرض نفسه هنا: ما سر تصميم سراديب أسفل المنشآت؟ ويجيب على هذا السؤال خبر الآثار الإسلامية والقبطية.
فقال الدكتور مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن منطقة الخليفة يوجد بها العديد من السراديب التى تعود للعصر المملوكى، والتى كان يتم تصميمها تحت القصور لأسباب متنوعة، فمنهم من كان يستخدمها للصرف الصحى، وآخرين لتخزين المياه، فتنوعت استخدامها، وليس لها معايير معينة تتميز بها، فطريقة التصميم واحدة وليست لها ملامح زخرفيه، موضحا كما يوجد قصور لا يوجد أسفلها سردايب، فكان يصمم حسب رغبة صاحب القصر المشيد.
قال الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، إن الغرض من تصميم السراديب كان الغرض منه تخزين المياه التى يحملونها من نهر النيل، وهى خاصة بالأمراء، وكان يتم تصميمها أسفل القصور والقلاع، اما السراديب الخاصة بالسلاطين فكانت تستخدم للهروب فى حالة الخيانة.
ومن جانبه قال مجدى سليمان مدير عام شئون المناطق بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق، إن السراديب تتنوع الغرض منها، حيث كان يتم استخدامها فى التجارة، حيث كان يمرر عبرها البضائع، كما كان يتم يستخدمها السلاطين فى الهرب حال الخيانة، كما كان يوجد سراديب تحت الأسبلة وتلك كانت تستخدم فى تخزين المياه.
وقال الدكتور عبد الباقى السيد أستاذ الآداب جامعة عين شمس إن السراديب كانت تستخدم لغرض استراتيجى للدولة، فكان الغرض منها تخزين ومرور البضائع خارج أو إلى القاهرة، بالإضافة لاستخدامها فى حالة الهروب فى حالة العدوان للخروج خارج اسوار القاهرة، وبدأ تصميمها فى العصر الأيوبى ثم الفاطمى ونهج المماليك نفس الخطى، لافتا إلى أنه السردايب كان لها أغراض اخرى ايضا فى تخزين المياه عن طريف فتحات يمرر عن طريقها المياة لداخل القلعة.