رحل الكاتب والمناضل شريف حتاتة عن عمر يناهز الـ 94 عاما، وترك خلفه إرثا من الكتابات الأدبية والدراسات الإنسانية ومن ذلك سيرته الذاتية.
فى سيرة حياته التى أطلق عليها شريف حتاتة عنوانا دالا هو "النوافذ المفتوحة" يحكى عن بداياته وشبابه وأفكاره، يبدأ منذ أن ولد فى "لندن" من أم إنجليزية فقيرة وأب مصرى كان ينتمى إلى أسرة إقطاعية.
الكتاب يتألف من 590 صفحة، نرى به "شريف" طفلا يكتشف عالما غريبا عليه، وتلميذا فى المدرسة الإرسالية، وطالبا فى كلية الطب وطبيبا فى المستشفى الجامعى ومشاركا فى الحركة الوطنية ضد الإنجليز والملك فاروق.
وينتقل الحكى بعد ذلك إلى مرحلة انضمامه إلى الحركة اليسارية ليصبح محترفا سياسيا ويرحل إلى مدينة الإسكندرية، إلى أن يقبض عليه ويسجن، ثم يهرب من سجنه ويسافر فى قاع سفينة شحن، ليلجأ إلى باريس ويقع هناك فى حب امرأة زائرة جاءت من مصر.
ويستكمل عن عودته سرا إلى مصر عقب قيام ثورة يوليو، حيث يستأنف نشاطه السياسى فى قرى الوجه البحرى إلى أن يقبض عليه مرة أخرى، ويصدر عليه حكم بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، يقضيها فى السجن الحربى وليمان طرة وسجن مصر ثم تتخذ حياته مسارا جديدا ينقله إلى الكتابة الروائية.
وفى الكتاب جزء كبير عن حياة شريف حتاتة مع نوال السعدواى، وكيف تعرف عليها فى وزارة الصحة، وكيف اتخذت حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية، وإلى المشاركة فى العمل من أجل حقوق الإنسان، إلى جانب المعارك الأخرى التى يخوضونها معاً
فى هذا الكتاب، وحسبما كتبت سلوى اللوبانى، سيرة مزج فيها الخاص والعام فتح من خلالها جميع نوافذ حياته للقارئ ليكشف عن تفاصيل الحياة، تفاصيل الأحداث الصغيرة والكبيرة بأسلوب فيه بعض القسوة أحياناً وهو يبحث عن حقيقة الأشياء.
يقول شريف حتاتة، إنه تعرف على نوال السعداوى بعد خروجه من المعتقل الذى قضى فيه 10 سنوات، ليعيش بعدها منبوذاً من الناس والمجتمع، وكانت الكاتبة نوال تعانى أيضاً نبذ المجتمع والناس بعد زواجها مرتين وطلاقها
يقول حتاتة عن "نوال" (أنها إنسانة قوية فيها إشراق غريب يصعد من داخلها، وفيها حزن المرأة الفاتنة فى مواجهة عالم لا يكف عن ممارسة التفرقة والقهر، لا تعرف الالتواء الذى يمارسه النساء والرجال فى علاقتهم".