يحمل "معانى القرآن" لـ الفراء أهمية كبيرة فى الكتب الإسلامية، لأنه يعتبر أول كتب التفسير للقرآن الكريم، وذلك على يد كاتبه أبو زكريا الفراء، المولود فى سنة 144 هجريا 761 ميلاد بمدينة الكوفة بالعراق، ومات سنة 822.
والكتاب هو أشهر كتاب وصل إلينا للكوفيين، ووضع فيه الفراء جلّ آرائه النحوية، وتمثل معظم آراء المدرسة الكوفية، كما شرح فيه كثيرا من المصطلحات النحوية والصرفية التى تخص الكوفيين.
ويرجع تأليف الكتاب بناء على طلب أبو العباس تعلب، والذى طلب من "الفراء" بأن يجمع كتابا يجمع فى الأصول يكون مرجعا لتفسيرا الآيات، وكان ذلك فى عهد الخليفة المأمون والوزير الحسن أبن سهل، الذى سأل "أبو العباس" عن كثير من التفسيرات، فكان ذلك سببا لطلبه.
ويعتمد "الفراء" فى طريقته فى التفسير بكتابه بوضع الصورة القرآنية الكلية أولاً، ثم يعود بالتفصيل والتوجيه والاستشهاد لكل ما ذكر.
"الفراء" أيضا لم يعتمد كثيرا فى تفسيره على الأحاديث النبوية، مكتفيا ببعض الأحاديث فى مسائل لغوية، كما كان من ضمن خصائص منهجه أنه يفسر الآية بآية أخرى.
والكتاب صدرت له فيما بعد طبعات وإصدارات مختلفة، كانت آخرها إصدار دار عالم الكتب عام 1983، من تحقيق محمد على النجار - وأحمد يوسف نجاتى.