جامع البيان فى تأويل القرآن أو "تفسير الطبرى" من أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم التفسير، ويُعِدَه البعض المرجع الأول للتفسير بالمأثور- أى تفسير القرآن بالقرآن نفسه، وبالسنة وبالآثار عن الصحابة والتابعين-، ويشتهر عنه كثرة القصص الإسرائيلى أو ما يُسمى الإسرائيليات، ومن العلماء من يضعه أفضل كتب التفسير، وهناك آخرون يختلفون عليه من بينهم ابن كثير.
ويعود اكتمال الكتاب إلى عام 310 هجريا، حيث إن "الطبرى" ظل أكثر من 40 عامًا يقوم على تأليفه، وبسحب ما قاله "الخطيب البغدادى" أنه قال "سمعت على بن عبيد الله اللغوى يحكى أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب فى كل يوم منها أربعين ورقة"، وكان أول ما أملى عليه الطبرى تفسيره هو أبى بكر بن كامل، ثم قام بإملائه على أبى بكر بن بالويه.
واعتمد "الطبرى" فى منهجه على استقصاء الوجوه المحتملة للآيات وهو كما ذكرنا يعتمد على التفسير بالمأثور فى الأساس، ثم القراءات بما يعنى اهتمامه بالقراءات القرآنية، وكان له اعتناء بعرض وجوه اللغة، فضلا عن آرائه الفقهية واجتهاداته التى أودعها فى التفسير، فمن منهجه فى التفسير.
واعتمد فى أساس منجهه على التفسير بالمأثور، وهو التفسير بالأحاديث الثابتة عن النبى، أو أقوال الصحابة أو التابعين فى تفسير معانى الآيات والاهتمام بالأحكام الفقهية ويقف على الأسانيد، فيشتمل على عدد كبير من الأحاديث والآثار المسندة، ولم يكن يهتم بتفسير ما لا فائدة فى معرفته.