قال الكاتب محمد شعير، إن اختيار جمال الغيطانى شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى المعرض ليس كافيًا، حيث يحتاج ويستحق العشرات من الندوات لتأويل ما كتبه ومناقشة حياته وأعماله الأدبية، مضيفًا أن فقد جمال الغيطانى هو فقد جزء كبير جدًا من الوطن.
وأضاف "شعير"، فى تقديمه ندوة "الغيطان.. رؤى وشهادات"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ47، بمحور شخصية المعرض، كان مشروع الغيطانى يعتمد على البحث عن البصمة المميزة له فكان يريد أن يكتب نصًا عندما يقرأه الشخص حتى لو لم يكن عليه اسم يعرف انها كتابة الغيطانى، وقد كان يعتبر عمله الأخير الروائى قد حقق ما يريده، وتابع: أبطال الغيطانى هم بشر عاديون يستطيعون فهم العالم ويحاولون الفهم من خلال الأعمال.
ومن جانبه قال اللواء إسماعيل الغيطانى، شقيق الأديب الراحل: "سأتناول الغيطانى من الناحية الإنسانية، فقد كانت كل تصرفاته وأعماله بها شيء من اسمه أى جميعها به جمال، فقد كان الغيطانى مبتكرًا، وكان يحرص على كتابة مذكراته اليومية وكان يكتب شعرًا فضلاً عن أنه كان رساماً متميزاً وله لوحات كثيرة وكنت أعتقد أنه سوف تكون له بصمة فى هذا المجال، ولكن كل تلك الأشياء فقدها أيام اعتقاله.
وتابع اللواء إسماعيل: استطاع الغيطانى أن يصنع مكتبة كبيرة فى البيت منذ سن صغيرة وكان حريصًا على متابعتنا فى القراءة وكان يحثنا عليها دائمًا، فهو من علمنى القراءة والكتابة والاهتمام بالعلوم الفلكية، كما أنه كان شعلة فى حب الوطن، وانحيازاته كانت واضحة جدًا، وقد كانت أسعد فترة فى حياة الغيطانى أيام حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر فقد كانت لديه ثقة كبيرة فى أننا سنجتاز الأزمة، وهذه الفترة أثرت عليه فى كتاباته.
وأضاف إسماعيل الغيطانى، الأديب الراحل كان دائمًا معينًا لنا وحريصًا على تواجده رغم مشاغله، وأضاف كان جمال شغوفًا بالفراعنة وتاريخ الآثار الفرعونية فضلاً عن الآثار الإسلامية والتى كنا نعيش وسطها حيث كنا نعيش فى حى الجمالية، وبشكل عام كانت حياة "جمال" حفر على الحجر وكان صامدًا وما يعتقده يسعى إليه بقوة وعزيمة وإصرار وكان يحققها فقصة حياة الغيطانى تفيد الشباب الذى يشعر بيأس وفقدان أمل.
وفى السياق نفسه قالت الناقدة عتاب عادل، معرفتى بجمال الغيطانى كانت غريبة إلى حد ما ودونتها فى عمل أدبى، فقد عرفته وأنا دون سن العاشرة وقد عرفته اسمًا على أغلفة كتب والدى، حتى وصلت لمرحلة تحضير الماجستير واخترت دفاتر تدوين جمال الغيطانى دون أن أقرأ له، وعندما ذهبت لمقابلته كنت أشعر برهبة وقد كان مساعدًا كبيرًا لى فى تحضير رسالة الماجستير، وقد شهد لى الغيطانى أننى قرأت دفاتر التدوين واستطعت النفاذ إلى فهمها.
وأضافت "عادل"، الغيطانى تناول كل كبيرة وصغيرة فى المجتمع دون أن يترك شيئًا وذلك برؤية مميزة وعميقة، وتابعت: حكايتنا مع الغيطانى لن تنتهي، وأعد مشروعًا الآن بإعادة هيكلة وتقديم أعمال الغيطانى بشكل يجعلها تأخذ حقها.