المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، أو تفسير بن عطية، لصاحبه المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسى المحاربى المتوفى 542هـ.
ويعد "تفسير ابن عطية" من أشهر كتب التفسير بالمأثور، فقد سلك ابن عطية فى تأليفه مسالك المفسِّرين، فجاء كتابه جامعًا بين المأثور والمعقول.
ومن أهم الأسس التى أقام عليها منهجه فى تفسيره: أولاً: جانب التفسير بالمأثور: يذكر ابن عطية دائمًا ما أُثِر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أُثِر عن الصحابة والتابعين فى تفسير القرآن دون ذكر أسانيد المرويات، وينقل عن الطبرى كثيرًا، ويناقش رأيَه، ويردُّ عليه أحيانًا.
ثانيًا: جانب التفسير بالرأي: حيث يُكثِر فى تفسيره من ذكر وجوه الاحتمالات التى يمكن حمل الآية عليها، ناقلاً ذلك عن المفسِّرين وغيرهم، فيقوم بتفسير الآية بعبارة عذبة سهلة. كما يُكثِر الاستشهاد بالشعر العربى، فعنِى بالشواهد الأدبية للعبارات، كما يتعرَّض كثيرًا لإيراد القراءات وتوجيهها. طبعة دار ابن حزم.
ويقول بن عطية فى تفسيره "وقصدت فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به وأثبت أقوال العلماء فى المعانى منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم فمتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شىء من أغراض الملحدين نبهت عليه وسردت التفسير فى هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة وقصدت تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما فى كثير من كتب المفسرين ورأيت أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوى مفرق للنظر مشعب للفكر وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمدت تبيين المعانى وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدى وما انتهى إليه علمى وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول".