صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون، كتاب بعنوان "الشباب العرب من المغرب إلى اليمن.. أوقات الفراغ، الثقافات والسياسات" وهو من تأليف لورا بونفورا ومريام كاتوس، ونقله إلى اللغة العربية غازي برو وآخرون، ومن تقديم فرانسوا بورغا، ويندرج الكتاب ضمن فئة مجتمع / قضايا معاصرة، ويقع في 408 صفحة.
يناقش الكتاب ما يرغب الشباب العرب في قوله للعالم، والرغبة في التعرف بصورة أفضل على واقع المجتمعات التي تعيش منذ عام 2011 تقلبات لم يسبق لها مثيل.
كتاب "الشباب والعرب" حسبما ذكرت الدار على موقعها الرسمي، يتجاوز الأحكام المسبقة المختزلة وغيرها من البديهيات المغلوطة التي انتشرت منذ عام 2011، حين كان الشباب العرب مدعوين إلى إعطاء معنى للربيع الذي يتصف بالصفة ذاتها ولجملة التحولات التي أطلقتها هذه المسارات الاحتجاجية.
غير أن الواقع يشي بغير ذلك، هذا ما يراه مؤلفو الكتاب. فالشباب العرب، بين بلد وآخر وبين شريحة اجتماعية وأخرى، يفتقرون إلى التجانس في أنماط عيشهم. وقد تتصف أوقات فراغهم بأنها انتهاكية، كتفحيط الشباب السعوديين بسياراتهم، واسترجال شقيقاتهم "البوية"، أو الجرأة الذكورية لدى الفتاة التونسية، أو التفلت من الضوابط لدى بعض الطالبات المغربيات.
بيد أن ثمة ما يفوق ذلك. فهؤلاء الشباب يرفضون تحجيمهم إلى مجرّد ردة وراثية. وغالباً ما يفضل الشباب – بصيغة الجمع طبعاً – إعادة تفسير موروثهم الاجتماعي والثقافي، وإعادة بنائه وتوليفه بدلاً من دفنه.
ما العمل إذاً لمعرفة ما "يعد به" هؤلاء الشباب؟ سوى التقرب من حياتهم اليومية، "بعيداً من الخطب التقليدية"، وتعلّم لغاتهم، وفك رموز شعائرهم القديمة والجديدة، وتفهم لهفتهم.