اعتمد ممثلون من 144 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى مجموعة من المبادئ التوجيهيّة بشأن المحتوى الثقافى المعاصر فى البيئة الرقمية بغية مساعدة الدول على ضمان الانتفاع الكامل والمنصف للفنانين والمنتجين من تكنولوجيا المعلومات فى كافة مراحل الإبداع والإنتاج والتوزيع.
وفى هذا السياق، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، مرحبة بهذا الإنجاز، فى بيان صحفى: يجسد تكييف اتفاقية اليونسكو لعام 2005 مع متطلبات العصر إنجازاً كبيراً، حيث تمثل هذه المبادئ التوجيهية سبيلاً لضمان تحقيق كافة الآمال المرجوة من البيئة الرقمية بوصفها محركاً لمجتمع شامل ومبدع.
وقد اعتمد النص المعنى بالمبادئ التوجيهية التنفيذية المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية فى البيئة الرقمية من قبل الأطراف فى اتفاقية اليونسكو المعنية بحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافى، وذلك خلال اجتماعهم الذى يعقد كل سنتين فى مقر اليونسكو.
وبالإضافة إلى ذلك، تعالج هذه المبادئ التوجيهيّة الحاجة لضمان عرض شامل للمحتوى لصالح الجمهور دون أى تمييز ضد أى منتج ثقافى على أساس المصدر أو اللغة أو العوامل الاجتماعيّة. كما تؤكد المبادئ ضرورة احترام حقوق الإنسان فى البيئة الرقمية، لا سيما حرية التعبير والحرية الفنية والمساواة بين الجنسين.
وجدير بالذكر أن هذه المبادئ تجسّد ثمرة جهود خمس سنوات من الأبحاث والمناقشات بين الباحثين والحكومات والمجتمع المدنى بشأن التحديات والإمكانيات الناجمة عن توسع نطاق الشبكات الاجتماعيّة والمحتوى الذى ينتجه المستخدمون، وانتشار أجهزة الوسائط المتعدّدة وظهور شركات قوية على شبكة الانترنت، وتظهر هذه العوامل أنّ البيئة الرقمية بحاجة إلى نماذج أعمال جديدة للتجارة الالكترونيّة والبث الالكترونى على سبيل المثال، بالإضافة إلى سياسات جديدة لحماية حقوق المؤلف.
ووفقاً لما ورد فى تقرير اليونسكو المعنون "إعادة تشكيل السياسات الثقافية"، فقد أحدثت الثورة الرقميّة تغييراً جذرياً فى الصناعات الثقافيّة. ولكن فى نفس الوقت، لا يمتلك الجميع البنية التحتيّة اللازمة "الأجهزة والاتصال بالانترنت"، كما أن الفنانين لا يمتلكون دائماً الخبرة التقنية الكافية. هذا وتقدم المبادئ التوجيهية النصائح للحكومات الراغبة بتسخير إمكانيّات البيئة الرقمية فى تطوير صناعاتها الثقافيّة والإبداعيّة.