صدر حديثا عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامى، رواية تحت عنوان "امرأة للماضى"، للكاتب محمد إبراهيم محروس.
وجاء فى أجواء الرواية : لمحتها فى تلك اللحظة تصعد السلالم، فتاة فى منتصف العشرينات، ملامحها طفولية لحد مدهش، عينان لامعتان متألقتان متيقظتان، ووجه دائرى، وبشرة صافية وفم دقيق، لم أغلق الباب وتسمرت فى مكانى وهى تمر وتقول: مساء الخير، قبل أن تخرج مفتاحًا من حقيبتها وتفتح الباب المقابل للشقة التى أقف على بابها، أظن أنها شعرت أننى أنظر إليها، فقالت بهدوء وهى تغلق باب شقتها: عن إذنك.
هززت رأسى وسمعت صوت تكة مزلاج الباب وهو يغلق وظللت فى مكانى واقفًا متسمرًا لبرهة دون سبب منطقي، لم أعرف لماذا شعرت أننى أعرف هذه الفتاة؟ وأننا ربما تقابلنا من قبل؟ شئ فى ملامحها أوحى لى بالألفة والاطمئنان وكأنها تقول لى: أنا بجوارك.
طردت هذا الهاجس الغريب جانبًا وأنا أدخل الشقة وأغلق الباب وملامح الفتاة تلمع فى ذاكرتي، بل أحاول أن أتشبث بكل ما وصلنى من تفاصيل ملامحها فى الذاكرة.