بعد 6 أشهر من الأزمات المتلاحقة، هل ستنتهى أزمة قصور الثقافة؟! بعدما اجتمع الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة مع عدد من رؤساء قطاعات وزارة الثقافة وقيادات أخرى من خارج الوزارة، فالاجتماع يأتى بحضور المرشحين لمنصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأن كل مرشح سيعرض مشروعه وخطته لقيادة قصور الثقافة، فمن المقرر اختيار رئيس قصور الثقافة، بعد الاطلاع على خطط المرشحين، ومن ثم التصويت لاختيار مرشح واحد.
فمن المعروف، أن الهيئة العامة لقصور الثقافة، شهدت العديد من الأحداث والتغيرات سواء على مستوى الإدارة الداخلية أو فى إقامة المشروعات الثقافية، أوفى تفعيل الأنشطة الثقافية.
وبدأت التغيرات فى بداية عام 2017، وذلك عندما صدر قرار بتولى الكاتب صبرى سعيد تسيير أعمال رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذلك خلفاً للدكتور سيد خطاب الذى رحل عن رئاسة القصور فى يوم 19 فبراير الماضى.
ميزانية قصور الثقافة لعامى 2017 و2018
قال صلاح عبود رئيس الشئون المالية بالهيئة، إن موازنة الهيئة العامة لقصور الثقافة لعامى 2017 و2018، تتضمن العديد من الأبواب.
وأوضح صلاح عبود، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن الباب الأول الخاص "بأجور العاملين" البالغ عددهم 16 ألف موظف يبلغ نفقته 443 مليون 457 ألف جنيه، والباب الثانى الخاص بالسلع والخدمات والأنشطة يبلغ نفقتها 48 مليون جنيه.
وأشار صلاح عبود، إلى أن الباب الثالث الخاص بالمنح لم يخصص له ميزانية، أما الباب الرابع الخاص بالفرق الفنية يبلغ قيمته 12 مليون جنيه، لافتا إلى أن الباب الخامس الخاص بالتراخيص والمصروفات الأخرى بـ 600 ألف، وأما الباب السادس الخاص بالمشروعات قصور الثقافة 66 مليون جنيه.
قصور افتتحت بعد عمليات التطوير والترميم
ومن بعدها استعدت قصور الثقافة، فى إنجاز العديد من المشروعات وتفعيل جميع الأنشطة الثقافية فى 5 قصور ثقافة وذلك بعد تجديدها وتطويرها، منها قصر ثقافة العريش فى سيناء، وقصر ثقافة دسوق فى كفر الشيخ، وقصر ثقافة بمنطقة أبو رماد، وقصر ثقافة حلايب وشلاتين.
كما وضعت قصور الثقافة، جدول لتنظم قافلة ثقافية فى قصور حلايب وشلاتين ومن منطقة أبو رماد من يوم 10 إلى 16 مايو الماضى، وتتضمن القافلة الثقافة العديد من الفعاليات التى منها ندوات ثقافة ومعارض فنية تشكيلية وحفلات غنائية وموسيقية.
وزير الثقافة يفتتح مكتبة واحة باريس
وكانت آخر المشروعات التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، التى افتتحها الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، فى يوم 19 مايو الماضى، مكتبة واحة باريس بالوادى الجديد، تبلغ مساحتها 10000 متر مربع، تم انشائها بتمويل من صندوق التنمية الثقافية، بتكلفة تصل إلى 2.8 مليون جنيه، وتضم مكتبة للكبار تحتوى على 7000 كتاب و 3000 كتاب بمكتبة الطفل، بالإضافة إلى قاعات، للفنون التشكيلية و الندوات و للحاسب الألى، كما تضم المكتبة، مسرح مكشوف يتسع لـ 140 كرسى.
اعتذار صبرى سعيد عن تسيير أعمال رئاسة قصور الثقافة
وبعد أيام قليلة من افتتاح المكتبة، تفاجئ الوسط الثقافى قبل حلول شهر رمضان الكريم، بتقدم الكاتب صبرى سعيد باعتذار رسمى لوزير الثقافة عن توليه رئاسة قصور الثقافة، وبالكشف عن سبب الاعتذار علم "انفراد"، أن صبرى سعيد اعتذار بعد حدوث مشاكل عديدة مع موظفى الهيئة، ومن ثم رفض وزير الثقافة خطاب الاعتذار.
وزارة الثقافة تبحث عن دعم مالى من التخطيط
لم يوافق مجلس النواب على طلب وزارة الثقافة، زيادة ميزانية الوزارة الخاصة بالباب السادس المسئول عن المشروعات والتطوير قصور الثقافة، قالت مصادرة مطلعة، إن مجلس النواب متعاون مع الوزارة لكنه خفض الميزانية التى طلبتها الوزارة وهى 279 مليون جنيه إلى 66 مليونا بسبب اقتصاد البلد.
وأوضحت المصادر، أن مجلس النواب اعطى للوزارة 66 مليون جنيه فقط، مضيفة أن هذه الميزانية لا تغطى مشروعات الوزارة فقصور الثقافة لديها 44 مشروع مفتوح إضافة إلى 25 قطعة أراض فارغة مملكة للقصور، هذا بخلاف صيانة القصور الجديدة.
وأكدت المصادر، أن ميزانية 279 مليون جنيه التى طالبت بها وزارة الثقافة لا تدخل فى ارتفاع نسبة الدولار، لافتة إلى أن وزارة الثقافة ستعمل خلال هذا العام على طلب الدعم المالى للانتهاء من المشروعات من وزارة المالية والتخطيط.
وزارة الثقافة تبحث عن رئيس للقصور بالإعلانات
ومن جانبها تبحث وزارة الثقافة عن اختيار رئيسا للهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، حيث إنها قامت بالإعلان عن فتح باب التقدم لمن يرغب فى تولى رئاسة الهيئة فى الجرائد الرسمية.
وعلمنا أن المرشحين لتولى رئاسة قصور الثقافة، حتى الآن هم، محمد ناصف، وصلاح عبود، محمد أبو المجد، هويدا عبد الرحمن،والدكتور جمال التلاوى وحسن خلاف.
المثقفون يعرضون أكبر مشاكل قصور الثقافة وكيفية مواجهتها
قال الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، إن قصور الثقافة تحتاج إلى إعادة النظر فى فلسفتها وفى الأسس واللوائح والقوانين التى تسايرها.
ولفت شاكر عبد الحميد، إلى أن العاملين بقصور الثقافة لا تعمل كما ينبغى، مضيفا أننا نحتاج إلى تفعيل قصور الثقافة والبيوت الثقافية المهملة والغير مجهزة حتى يحدث تفعيل للصناعات الثقافية.
ومن جانبه، قال الكاتب القاص سعيد الكفراوى، إن قصور الثقافة وسيط مهم وفاعل نأمل من خلاله أن تتكون صلة بين إنتاج الثقافة ومستهلكيها، فهو مرفق فى أغلب الأماكن داخل مصر.
وأوضح سعيد الكفراوى، أن الجهاز الفاعل يمتلك حالة ثقافية تخدم وعى الناس وتنقلهم من الضرورة إلى المعرفة، مضيفا أن عبر فترات هامة من ممارسة دوره استطاع هذا الجهاز أن يقوم بالفعل بانجاز ثقافى حقيقى ولكن اختلفت الأمور حتى الآن.
ولفت سعيد الكفراوى، إلى أن الجهاز الرئيسى توقف عمله بسبب "شح" الميزانيات التى تعتبر القيمة القصوى على التغير، مشيرا إلى أن مرفق الهيئة العامة لقصور الثقافة يعانى بسبب انقطاع الصلة بينه وبين تحقيق قيمة ثقافية للناس.
وتابع سعيد الكفراوى، أنه حاليا تخرج نفايات الإعلام المغيب للوعى ونظرة جانبية لما يحدث فى التليفزيون خلال شهر رمضان الكريم، والذى يعتبر محو حقيقى لأى قيمة.
وأكد سعيد الكفرواى، أننا كنا نعتمد على هذا الجهاز الفاعل فى التغير، لكن ما يحيط بالوطن وما تعيشه الثقافة اليوم، هو غياب مشروع ثقافى محترم وذلك لانشغالها بالصغائر من القضايا مثل افتتاح معرض أو افتتاح مهرجان أو اختلاف حول موضوع "تافه".
ولفت سعيد الكفراوى، إلى أن تلك السلبيات حددت الدور الفاعل للهيئة القصور الثقافة وهو التواصل بين الهيئة ومستهلكى الثقافة أو الدور الفاعل بين الهيئة ومستهلكى الثقافة.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور والناقد حسين حمودة، اتصور إن قصور الثقافة تمتلك امكانيات كبرى، ربما لا تمتلكها أى جه أخرى فى وزارة الثقافة، وعلى رأس هذه الامكانيات تلك المبانى المنتشرة فى أرجاء مصر، وذك العدد من الموظفات والموظفين اللذين يستطيعون القيام بجهود كبيرة فى توصيل الثقافة ومنجاتها لمن يستحقون أن تصل الثقافة إليهم.
وأوضح حسين حمودة، أن هناك مشكلات كبيرة، تعوق الاستفادة من هذه الامكانيات الكبيرة، على رأس هذه الامكانيات، عدم العناية الكافية والصيانة المناسبة في كثير من مبانى قصور الثقافة، فبعضها مهجور تقريبا، وبعضها فى حالة ترميم لم تكتمل، وربما كان بعضها مغلقا.
وأشار حسين حمودة، إلى أن فما يخص الموظفات والموظفين العاملين فكثير منهم يؤدون واجبهم بشكل روتينى، ويحتاج بعضهم إلى تدريب أكبر وإيمان أقوى للدور الذى يمكن أن يقوم به.
ولفت حسين حمودة، إلى أن هناك مشكلة كبيرة تتصل بميزانيات التى تمنح للهيئة العامة لقصور الثقافة، فهى ميزانيات محدودة جداً بالقياس إلى الأنشطة التى يجب القيام بها، وربما كانت هذه المشكلة غير مقصورة على هذه الهيئة فقط إذ إنها مشكلة تواجها وزارة الثقافة كلها.
وتابع حسين حمودة، أن الميزانيات المخصصة لوزارات الثقافة فى بلدان أخرى، تسمح وتكفى للعناية بالثقافة على نحو حقيقيا، أما عندنا فالميزانية محدودة وفقيرة تماماً.
وأشار حسين حمودة، إلى أن بعد ذلك كله لابد ومن الضرورة وجود استراتيجية، أو خطة ثقافية بعيدة المدى، يتم وضعها بدقة، ويلتزم بها كل القائمين على الهيئة العامة لقصور الثقافة، بغض النظر عن الفترات التي يكونون مسئولين فيها، اى يتم استكمال خطوات هذه الاستراتيجية أو هذه الخطة بغض النظر بعن اسماء المسئولين، بحيث يكون هناك امتداد وبناء عل ما سبق بنائه، وليس البدء المتقطع من جديد كما يحدث فى حالات كثيرة من وجوه حياتنا الثقافية وغير الثقافية أيضا.