"لدى حلم جديد.. يجب على أن أكون سياسية لإنقاذ هذا البلد، هناك الكثير من الأزمات فى بلادنا، أريد إزالة هذه الأزمات" هذه إحدى تدوينات المدونة الباكستانية الأشهر، وأحد أصغر الحاصلين على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسف.
ملالا التى تحتفل اليوم بذكرى ميلادها الـ"20، والتى عرفت منذ عمر الـ 12 عامًا كمدونة، حيث كتبت تدوينة تحت اسم مستعار لقناة "بى بى سى" عن تفاصيل حياتها تحت سيطرة طالبان للمنطقة، الذين كانوا يحاولون السيطرة على الوادى، وعن وجهة نظرها عن حالة تعليم الفتيات فى وادى سوات وطرق تنميتها، وكانت النتيجة أنها تعرضت لمحاولة اغتيال شهيرة.
ومن بعدها انتشر صِيت ملالا فى العالم؛ لذلك أُجريت معها العديد من المُقابلات التلفزيونية والكتابية، حتى تم اختيارها فى قائمة تايم 100 لأكثر الأشخاص تأثِيراً فى العالم.
حصلت على جائزة الشباب الوطنية للسلام فى باكستان، كما حازت على جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة 2013، وفى يوليو 2013 أَلقت كلِمة فى مقر الأمم المتحدة بهدف وصول التعليم لجميع أنحاء العالم، وفى فبراير 2014 رُشِحَت لجائِزة الطِّفل العالمى بالسويد.
ألفت "ملالا يوسف" كتاباً عن مذكراتها اليومية بعنوان أنا ملالا: ناضلتُ دفاعاً عن حق التعليم وحاول طالبان قتلى بالاشتراك مع الصحفية الأمريكية كريستينا لامب، والتى تم نشرها فى أكتوبر 2013 من قِبل شركة ليتل براون للنشر فى الولايات المتحدة وشركة ويدنفيلد ونيكلسون فى المملكة المتحدة.
صدرت نسخته العربية عن المركز الثقافى العربى ودار سما للنشر بترجمة من أنور الشامي.
وتتحدث ملالا فى الكتاب حكايتها وحكاية بلدها وتعاقب السلطات فيها، ومحاولة تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل أحد مسلحى طالبان، ودورها فى الانتصار لحق الفتيات فى التعليم، وتحدى الجهل والتخلف.
ويحتوى الكتاب على خمسة أقسام إضافة إلى المقدمة والخاتمة، وكل قسم يحوى عدة فصول، الأقسام هى: "ما قبل طالبان"، "وادى الموت"، "ثلاث فتيات وثلاث طلقات"، "بين الحياة والموت"، "حياة ثانية".
حقق الكتاب شهرة واسعة كما حققق مبيعات عالمية كبيرة، ووصفت صحيفة الجارديان الكتاب بـ"الشجاع" وذكرت "أن الكارهين وأصحاب نظرية المؤامرة سوف يفعلون معروفاً لو قرأوا الكتاب.
وعلى رغم من إشادة الصحف العالمية والمبيعات العالية للكتاب إلا اتحاد المدارس الخاصة الباكستانى، الذى يُمثل أكثر من 152 ألف مؤسسة فى كافة أنحاء البلاد، أعتبر أن السماح للتلاميذ بدراسة كتاب "أَنا ملالة" سيكون له تأثير سلبى عليهم، ويرى أيضاً أن هذا الكتاب مسىء للإسلام.
كما اتهم رئيس الاتحاد ميرزا كاشف الكتاب بأنه متناقض مع العقيدة الإسلامية كما أنها دافعت عن الكاتب سلمان رشدى، بينما رأى رئيس تحرير صحيفة ذا نيوز انترناشونال أنصار عباسى تحدث عن كتابها قائلاً: "لقد وفرت للنقاد شيئاً 'ملموساً' لإثبات أنها 'عميلة' للغرب ضد الإسلام وباكستان"، ربما يتفق ذلك مع النص الإنجيلى " لا كرامة لنبى فى وطنه".