وقّعت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أمس، مع مدير مجموعة الممارسات العالمية المعنية بالتنمية الاجتماعية والحضرية والريفية والقدرة على الصمود فى البنك الدولى، سامح وهبة، مذكرة تفاهم جديدة وذلك فى مقر اليونسكو، بهدف تعزيز التزام المنظمتين المشترك فى النهوض بالتنمية المستدامة من خلال الاستثمار فى الثقافة والتنمية الحضريّة والقدرة على الصمود بطريقة متكاملة.
وبهذه المناسبة، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا: "إنّ الثقافة والنهج الذى يتّخذ من الإنسان محوراً له يضطلعان بدور مركزى فى بناء مستقبلنا الحضريّ، بالإضافة إلى ضمان التنمية المستدامة. وإن تجديد الالتزام فى إطار شراكة طويلة الأجل بين اليونسكو والبنك الدولى يبرز فى ظل النقاش العالمى الدور الرئيس الذى تضطلع به الثقافة فى دعم الدول فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودول أعمال المناطق الحضريّة الجديد".
ففى ظل التوقعات ببلوغ عدد سكان المدن ثلثى عدد سكان العالم بحلول 2050، يأتى توقيع هذه المذكرة لتسليط الضوء على البعد الحضرى للتنمية المستدامة ما يشكل إطاراً للعمل المشترك والنهوض بجهود تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. كما أنّ المذكرة تجسّد التزام المنظمتين فى الاستفادة إلى أقصى حد من حماية التراث الثقافى وتعزيز الإبداع من أجل التنمية المستدامة وذلك فى إطار ثلاثة مجالات استراتيجيّة هي: المناظر الحضرية التاريخية، والتجديد الحضرى والصناعات الثقافيّة والمبدعة والقدرة على الصمود وإدارة المخاطر المرتبطة بالكوارث.
ومن جانبه ذكر سامح وهبة أن التراث الثقافى والتنمية المستدامة أصبحت محركات اقتصاديّة رئيسة للحد من الفقر وإيجاد فرص عمل، لا سيما لصالح النساء والشاب، كما شدّد على أنّ "الثقافة مهمّة بالنسبة للتنمية الحضرية المستدامة، وأنّها ضروريّة لبناء مدن ومجتمعات شاملة وقادرة على الصمود ومنتجة ومستدامة للجميع".
وخلال السنوات الست القادمة، ستنخرط اليونسكو والبنك الدولى فى وضع وتطوير المعارف العامة والسياسات فى ما يتعلّق بالثقافة والتنمية الحضريّة، بالإضافة إلى مجموعة من العمليّات المنظمة على الصعيد القطرى والاستجابات الطارئة من أجل تعزيز التنمية الحضريّة المستدامة ومعالجة حالات ما بعد الكوارث وما بعد النزاعات استناداً إلى التراث الثقافى والإبداع بوصفهما أمثلة على الموارد والأصول.
ويأتى هذا التعاون فى زمن يشهد سقوط حوالى 26 مليون نسمة فى شرك الفقر سنويّاً بسبب الكوارث الطبيعيّة، فى حين أنّ النزاعات تلحق أشد الأذى بالتراث الثقافى والمجتمعات.
وتجدر الإشارة أنّ توقيع هذا الاتفاق يتزامن مع السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية، والحاجة إلى تسخير عائدات القسم التى تقدّر بحوالى 1،8 مليار دولار بحلول عام 2030 للمساهمة فى تحقيق الاستدامة وحماية التراث المادى وغير المادي. كما تنص وثيقة التفاهم على دعم التنوّع الثقافى والصناعات المبدعة التى تصل إيراداتها إلى 2،25 مليار دولار أمريكى وتساهم فى إيجاد 29،5 مليون فرصة عمل حول العالم. فإنّ للترويج للتنوّع الثقافى تأثير مباشر على التنمية الاجتماعيّة الاقتصاديّة ودعم روح المنافسة بين المدن لا سيما فى الدول النامية.