تصدر، غدا، المجموعة القصصية اسمها صولو الخليفة للكاتب والمصور شريف عبد المجيد.
وتشمل المجموعة الصادرة عن دار بدائل من 18 قصة قصيرة، وتنقسم إلى قسمين، الأول بعنوان "صولو الخليفة" وتدور قصصه الـ 10 حول الناس فى شارع الخليفة وأحوالهم وطبيعة الحياة هناك وذلك من وجهة نظر القاص الذى يحكى عن طفولته بعد مرور سوات طويلة.
بينما يأتى القسم الثانى بعنوان قبل وبعد ويشمل 8 قصص وتدور حول العولمة واثرها على الناس والمجتمع.
وأن شريف عبد المجيد، قاص ومصور فوتوغرافى، ومعد برامج بالتليفزيون المصرى، صدرت له قبل ذلك العديد من المجموعات القصصية آخرها "تاكسى أبيض"، إضافة إلى عدد من الكتب المصورة التوثيقية إضافة إلى مجموعة مسرحية بعنوان "حشو مؤقت".
ومن قصص المجموعة "الموت ضاحكا":
ضيف على الهواء
قبل ساعتين من بدء البرنامج على الهواء، اتصل الضيف من حجرة الاستقبال بالقناة الفضائية بالمعد ليخبره بحضوره، حيث لم يستطع أن يصل لاستوديو المقطم كما كان الاتفاق، شعر ببعض الإرهاق لذا قرر أن يخرج من مبنى ماسبيرو مع فريق العمل ليركب معهم فى السيارة المخصصة لنقلهم، وترك سيارته بالقرب من جراج المبنى، حضر إليه المعد وراجع معه أسئلة الحوار المزمع إجراؤه بعد ساعة على الهواء، كان المعد كعادته قد اتخذ احتياطاته، وكلم ضيفًا آخر أستاذًا فى النقد الأدبى ليكمل الحوار مع الكاتب الذى بلغ خمسة وستين عامًا، كما أبلغه منذ أيام قليلة، كان موضوع الحلقة حول قضايا النشر فى مصر وحقوق الكاتب من مبيعات كتبه، وصعوبة أن يعيش الكاتب من عائد بيع أعماله فى الوطن العربى وحقوق الملكية الفكرية، موضوعات عديدة كانت هى سبب اهتمام الكاتب بالحلقة وحضوره رغم مرضه، سأله المعد: أجيبلك حاجة تشربها يا أستاذ؟ أجاب الكاتب: لا شكرًا.
- طيب هاسيبك عشان أتابع مع المخرج خروج فريق العمل والكاميرا.
- اتفضل براحتك، أنا هاقعد أقرا فى الكتاب ده لحد ما تجهزوا.
تركه المعد وصعد لمكان حجز الكاميرات ليحث الجميع على التحرك، حيث إن المدة المتبقية أمامهم للتحرك من مبنى ماسبيرو وحتى بدء الهواء فى المقطم ليست كبيرة، وهكذا أعدوا أنفسهم للقاء الضيف، والاتصال بالسيارة لخروج الأوردر، ونزلوا من المصعد واتجهوا ناحية الضيف، الذى وجدوه جالسًا بشكل مائل على الفوتيه الكبير المخصص لجلوس الضيوف، والكتاب واقع على الأرض، جرى المعد ناحية الضيف، قال له المخرج: باينّه نام.
- إحنا جاهزين يا فندم، هكذا قال المعد، لم يرد الضيف، وصل لمكان جلوسه وأمسك بيده فأفلتت فى اتجاه جسده، الذى بدا مترنحًا بلا حراك، المعد:- الضيف مات.
- إلحقونا يا إخوانا، توقفت حركة الدخول والخروج للحظات، وبدا الجميع فى ذهول، اقترب رجل الأمن من الضيف: لا حول ولا قوة إلا بالله، تبع مين فيكم؟
- البرنامج الثقافى.
- لازم حد من أهله يستلمه.
قال المخرج موجهًا حديثه للمعد:
- معاك تليفونه الأرضى؟
- أيوة.
- بلغهم عشان ياخدوه.
- نلغى الحلقة؟
- لا طبعًا، ونقبض منين؟ لازم نذيع.
- إزاى؟
- الضيف التانى مش راح المقطم؟
- أيوة.
- خلاص خليك إنت هنا لحد ما يستلموه وإحنا هنروح نعمل الحلقة.
اتصل المعد ببيت الكاتب:
- مساء الخير يا فندم.
- مساء النور.
- أنا معد البرنامج الثقافى.
- أهلًا وسهلًا، على فكرة الأستاذ راحلكم من تلت ساعات.
- أيوة فعلًا يا فندم، بس هو تعبان شوية ومش هيقدر يطلع على الهوا.
- ما انا قلتله ما دام تعبان ماتنزلش، قال لى لازم أتكلم عشان حقوق الكاتب فى مصر.
- فعلًا هو ده موضوع حلقتنا، بس هو مش هيقدر يظهر للأسف.
- طب إديهونى أكلمه.
- هو مش قادر يتكلم دلوقتى، لازم حد يحضر عشان يوصله للبيت.
- طب قل له بقى والله ما أنا جاية إلا أما يكلمنى.
أغلقت السماعة بينما المعد ظل جالسًا بجوار جثة الكاتب، لا يعرف ما الذى ينبغى عليه أن يفعله تحديدًا فى تلك اللحظة.