وجه الدكتور محمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار لشئون المناطق الأثرية، بإعداد تقرير شامل وتفصيلى عن آثار مدينة رشيد يتضمن الحالة المعمارية والإنشائية، والوضع الراهن لتلك الآثار، والسلبيات والإيجابيات، وإمكانية توظيف وإعادة استخدام الأثر لتعظيم الاستفادة الاقتصادية والتاريخية والثقافية وبث الروح الوطنية لدى الأجيال والشباب وزيادة العائد المادى من تلك الآثار.
جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التى قام بها الدكتور محمد عبد اللطيف لآثار منطقة رشيد والتى شملت 39 أثرا، وذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، خلال مؤتمر الشباب الذى عقد مؤخرا بمحافظة الإسكندرية، بالاهتمام بمدينة رشيد ووضعها على خريطة السياحة الإقليمية والدولية، وبناء على تعليمات الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار.
وقال الدكتور محمد عبد اللطيف، إن زيارته لمدينة رشيد استمرت على مدى يومين رافقه خلالها أحمد قدرى عضو المكتب الفنى لمساعد الوزير، والدكتور عمرو الشحات من مناطق الوجه البحرى، ومحمد تهامى مدير عام رشيد، للوقوف على الحالة الراهنة والوضع الحالى لآثار مدينة رشيد والتى تتمتع بمكانة فريدة بين المدن المصرية لما لها من تاريخ عريق، والتى تعتبر الثانية من حيث الآثار الإسلامية بعد مدينة القاهرة .
وأضاف أن مدينة رشيد عاشت العديد من الملاحم التاريخية والتى تعد بحق فخرا لكل المصريين وصفحة مشرفة للعسكرية المصرية من مقاومة الحملة الفرنسية والتصدى لحملة فريزر فى عام 1807، مؤكدا أن رشيد تمتلك نماذج من العمارة الدينية مثل المساجد والعمارة المدنية من بيوت سكنية وطواحين بالإضافة الى العمارة الحربية مثل قلعة قايتباى وسور مدينة رشيد.
واقترح عبد اللطيف - عقب جولته - تقسيم جميع آثار رشيد الى 12 مجموعة ترتبط ببعضها البعض فى النسيج العمرانى، حيث سيتم إعداد مقترحات بكيفية ربطها ببعضها فى محاور متكاملة، مشيرا الى أن هناك اقتراحات عديدة لربط هذه الآثار من خلال طريق البر، وأخرى عن طريق استغلال وجود رشيد على ساحل نهر النيل لمسافة تجاوز 10 كيلومترات، بتنظيم رحلة نهرية تتوقف فى عدة نقاط يتم من خلالها زيارة بعض الآثار ثم العودة ثم استكمال الزيارة لمجموعة أخرى وهكذا بداية من مسجد أبومندور فى أقصى جنوب رشيد وتنتهى بقلعة قايتباى شمال المدينة.
وأوضح انه أستهل جولته بعقد جلسة عمل بالمركز العلمى لآثار رشيد حيث اجتمع مع الأثريين بالمنطقة للاطلاع على المستندات والملفات والخرائط الخاصة بآثار رشيد، لافتا إلى أنه قام بتفقد آثار شارع دهليز الملك وهو أحد الشوارع بقلب المدينة ويبدأ غربا بمسجد العرابى وينتهى شرقا بنهر النيل، ويبلغ طوله حوالى 240 مترا تقريبا.
وأشار الى أن الشارع زاخر بالآثار منها مسجد العرابى ومنزل كوهيه ومنزل محارم ومنزل محمد ابوهم والجمل، ومنزل علوان الذى شهد اجتماع الزعيم احمد عرابى مع قيادات وأعيان رشيد لمساندته فى المقاومة الشعبية والتصدى للقوات البريطانية قبل احتلال مصر .
واستطرد قائلا إنه تفقد أيضا شارع قنديل وهو شارع لا يقل أهميه عن دهليز الملك من حيث الأهمية التاريخية والمعمارية لما يحويه من أثار مثل زاوية الشيخ قنديل ومنزل القناديلى ومنزل ثابت ويتفرع منه شوارع جانبية منها شارع بدر الدين والذى يضم منزلى جلال والميزونى وحارة يوسف وتحوى منزلين هما خليل درع والمناديلى.
ولفت الى أن المجموعات الأثرية المهمة فى غاية الروعة والجمال من حيث كونها نسيج عمراني واحد فى الشارع وهى منزل الامصيلى ومنزل حسيبة غزال وطاحونة ابو شاهين وتلك الاثار تقع بحارة عثمان اغا وهى متفرعه من شارع الشيح قنديل ، مشيرا الى انه تفقد كذلك (منزل عرب كولى )المعروف عرب كلى والذى تم توظيفه كمتحف رشيد والحديقة المتحفية وذلك للوقوف حالة المتحف والعمل على تطوير الحديقة المتحفية وتعظيم الاستفادة منها حيث استمع الى مقترحات سعيد رخا مدير المتحف لتطوير الحديقة من خلال إقامة مركز للزوار.
وأوضح انه حرص كذلك على زيارة مسجد أبو مندور ورصيف الميناء الأثري حيث استمع لشرح واف من المهندس المشرف على مشروع تطوير المنطقة، الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين محافظة البحيرة ووزارة الآثار، وذلك للتعرف على مشروع تطوير المسجد حيث ان الهدف منه هو مراعاة البعد الاجتماعى لاهالى رشيد ومدى ارتباط الاهالى بالمسجد، لافتا إلى أنه زار مسجد العباسى وحمام عزوز وهو يعتبر نموذجا فريدا للحمامات العامه بمدينة رشيد ومنه قبة الصامت ومسجد الجندى ومسجد زغلول الذى انطلقت منه شرارة مقاومة حملة فريزر الإنجليزية والانتصار عليها .
وأضاف انه تفقد شارع السوق العمومى لمدينة رشيد لمتابعة مشروع الترميم المتوقف منذ فترة للوقوف على أسباب المشكلة والعمل على حلها ، وعقب ذلك زار مسجد المشيد بالنور ، ومنزل الباقيرولى ، ومسجد صالح اغا دومقسيس ، وشارع فحيمه و منزل عثمان فرحات ، و شارع المحطة حيث تفقد (بوابة ابو الريش - زاوية ابوالريش ضريح حمام - ضريح عبدالعال - بقايا سور رشيد - زاوية الباشا).
وأشار الى انه اختتم جولته بزيارة قلعة رشيد (قلعة قايتباى) والتى ارتبطت باكتشاف حجر رشيد صاحب الفضل فى فك رموز اللغة المصرية القديمة والتعرف على حضارتها العريقة، و ذلك للوقوف على الحالة المعمارية للقلعة وتعظيم الاستفادة حيث من الممكن أن تكون منارة ثقافية تساهم فى تطوير المنطقة المحيطة بها بالكامل.