دون أن يدرى فجر مارتن شولتز، منافس المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، على منصب المستشار، فى ألمانيا، قضية ثقافية كبرى وذلك عندما استشهد بقولة مهمة لـ جلال الدين الرومى وهى "خلف الصواب والخطأ هناك مكان نختفى فيه" مدعيا أن الرومى هو رجل دين شيعى.
فهل كان جلال الدين الرومى شيعيا؟
بطرح هذا السؤال على الكتب والمراجع التى أرخت لحياة جلال الدين الرومى تبين أنها كان سنيا بل على العكس من ذلك هاجمه الشيعة لأسباب عدة.
مذهبه
فى تعريف جلال الدين الرومى يقال بأنه شاعر وعالم صوفى وفقيه حنفى عاش قبل 800 عام.
وقال عنه الزركلى فى "الأعلام" (جلال الدين الرومى (604 - 672هـ = 1207 - 1273م) محمّد بن محمّد بن الحسين بن أحمد البلخى القونوى الرومى، جلال الدين: عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثمّ متصوّف (ترك الدنيا والتصنيف)، كما يقول مؤرّخو العرب.
الهجوم عليه
كان الشيعة يهاجمون جلال الدين الرومى لأسباب منها، أنه برأ ابن ملجم قاتل الإمام على لأنه وصفه فى إحدى قصائده بـ"آلة الحق" وليس "يد الحق" يقول جلال الدين فى المثنوى "كيف همس الرسول عليه السلام فى أذن سائس جواد أمير المؤمنين على قائلا: إنى أخبرك أن مصرع على سيكون على يديك/ إننى رجل لايتحول رحيق لطفى إلى إبرة تنفث سم الانتقام/ حتى إزاء قاتلى/ لقد همس الرسول بأذن خادمى (قائلا) إنه ذات يوم سيجتز رأسى عن عنقى/ لقد أذاع الرسول من وحى الحبيب أن هلاكى يكون فى عاقبة الأمر – على يد خادمى/ فكان الخادم يقول لى :بادر بقتلى، حتى لايقع منى هذا الخطأ المنكر/ وأنا أقول له: إذا كان موتى على يديك فكيف أستطيع أن أسعى للاحتيال علىّ القضاء"
من جانبه قال السيد جواد المدرسى اليزدى عن جلال الدين الرومى " المولوى مع كونه من الفرقة الصوفية التى تدعى أنها أكثر من باقى الفرق لها مودة لأهل البيت عليهم السلام إلا أن أشعاره وآثاره تدل على أنه كان محروما من فيض الارتباط بأهل البيت عليهم السلام حتى أنه كان أكثر تخلفا من بعض أقرانه الذين كانوا مثله من فرقة الصوفية، فهو عنى بألطافه الصوفية أعداء أهل البيت عليهم السلام مثل معاوية واختلق لهم أنواع الكرامات".