"الصوتُ جميل، الصوت بالغ الجمال؛ لم أسمع شيئا فى قوته أو نقائه أو عذوبته من قبل.. الصوتُ يتردد واثقا بجماله ويتركنى منتشيا، تكاد عيناى تدمعان من فرط المتعة والسرور.. أدركُ على مهل أن هذا الصوت لمؤذن ينادى للصلاة، بل وأعرف أيضا، دون أن أفهم كيف توصلتُ لذلك، أنه يؤذن لصلاة الفجر".. بهذا المقطع بدأ الروائى طلال فيصل فصله الأول من روايته "بليغ" عن حياة الموسيقار الراحل بليغ حمدى.
ويقدم الكاتب الشاب "طلال فيصل" خلال روايته التى صدرت عام 2016 عن دار الشروق، تفاصيل صغيرة من الشوارع والوثائق التاريخية، ومن حكايات من عاصروا الموسيقار الكبير "بليغ حمدى” وقصة حبه الشهيرة لوردة الجزائرية، وكذلك نهايته المأساوية؛ ليصنع منها بنيانًا روائيًا محكمًا يتعرض فيه لحياة بليغ وتقاطعها مع حكاية الراوى الذى يكتب عنه، مطاردًا بين الهوس ومحاولة تقصى أثر سيرة هذا الموسيقار العظيم.
الكاتب طلال فيصل قدم نفسها فى العمل كشخصية الروائية، تنافس بليغ حمدى بطولة الرواية، وهو ما تسبب فى اضطرب فى بناء الرواية فمالت الأحداث لصالح طلال على حساب بطل الرواية الأساسى والتى تحمله اسمه "بليغ".
وتبدأ الأحداث فى الرواية فى فترة الخمسينيات بقصة عشق بليغ لوردة، ثم زواجهما وطلاقهما فى الثمانينيات، ويكملها لسليمان العطار الذى يقع فى عشق فتاة فرنسية فى منتصف الثمانينيات، ثم نصل إلى حكاية حب طلال دارس الحقوق، والصحفى، والناشر، مع مارييل الفرنسية العاملة فى المركز الفرنسى بالقاهرة، وهى حكاية تدور فى معظمها على خلفية أحداث ثورة يناير وسقوط مبارك، وصولا إلى تنحية محمد مرسى عن الحكم.