ذكرت اليونسكو فى بيان أنه وردت لها مصادر عديدة يوم 21 أيلول سبتمبر تؤكد أن العمليات العسكريّة آخذة بالتزايد داخل موقع صبراتة الأثرى ومحيطه فى ليبيا، المدرج فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى منذ عام 1982.
ونظراً إلى هذا الوضع، تدعو المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، جميع الأطراف إلى وقف أعمال العنف وتوفير الحماية اللازمة للتراث الثقافى الثمين فى صبراتة، لا سيما المتحف الأثرى هناك. كما أكدت ضرورة حماية التراث الثقافى فى فترات النزاع، وهو الأمر الذى حثّ عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مؤخراً لا سيما فى القرار رقم 2347.
وفى هذا السياق، قالت المديرة العامة: "إننى أدعو جميع الأطراف إلى ضمان صون التراث الثقافى الفريد فى صبراتة. كما أناشد الجميع الامتناع عن أى استخدام عسكرى لمواقع التراث الثقافى أو أى استهداف لها أو للمناطق المجاورة لها مباشرة، وذلك تماشياً مع الأحكام الواردة فى اتفاقية لاهاى لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية فى حالة النزاعات المسلحة. وتجدر الإشارة إلى أن التراث الليبى يجسّد التاريخ المشترك للبلد، وبالتالى تعدّ حمايته حجر أساس لتحقيق المصالحة الوطنية والصمود والسلام على نحو دائم. ويجب أن تبقى خارج أى نزاعات."
ويعدّ موقع التراث العالمى الأثرى فى صبراتة والذى كان سابقاً محطة تجاريّة فينيقيّة تستخدم كمنفذ لبضائع المناطق الداخلية فى أفريقيا، جزءاً من مملكة ماسينيسا النوميدية التى لم تستمر طويلاً قبل أن يتحول إلى موقع لاتينى ويعاد بناءه فى القرنين الثانى والثالث بعد الميلاد.
وتابعت المديرة العامة قائلة: "إن اليونسكو ملتزمة بالعمل مع الجهات الليبية المعنية بالثقافة من أجل تعزيز التدابير الطارئة لحماية التراث الثقافي، وتوفير التقييم العاجل وتوثيق ورصد التراث. ولن ندخر أى جهد فى سبيل توفير الدعم اللازم للشعب الليبى من أجل حماية تراثه بوصفه مصدراً للكرامة والثقة للأجيال الليبية القادمة."