يصدر حديثا عن دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع، كتاب "محاكمة جوستاف فلوبير"، من ترجمة الدكتور محمد مندور.
ومن أجواء الكتاب "أن أمامكم أيها السادة ثلاثة متهمين: السيد فلوبير مؤلف الكتاب، والسيد بيشا الذى قَبَلَهُ، والسيد بيلين الذى طبعه. وفى هذا الموضوع ليست هناك جريمة دون علانية، وجميع من اشتركوا فى هذه العلانية يجب أن ينالهم العقاب. ولكننا نسرع بأن نقول بأن مدير المجلة والطابع لا يأتيان إلا فى المرتبة الثانية، والمتهم الأساسى هو المؤلف، هو السيد فلوبير الذى نبهته ملاحظة التحرير فاحتج ضد الحذف الذى أجرى فى كتابه، ثم يأتى بعده فى المرحلة الثانية السيد لوران بيشا الذى ستحاسبونه -لا على الحذف الذى أجراه- بل على ذلك الذى كان يجب أن يجريه، وأخيرًا يأتى فى المرحلة الأخيرة الطابع بيلين الذى يعتبر الديدبان الأمامى ضد الفضيحة. وهم مسئولون وهم عندما يتركون الجريمة تمر يكونون كمن يترك العدو يمر، ولتخففوا العقوبة كما تشاؤون عن الطابع، بل كونوا رحيمين بمدير المجلة، وأما فلوبير المجرم الأساسى فهو الذى يجب أن تحتفظوا له بقسوتكم.
فالفن بغير قاعدة لا يعود فنًا، وهو كالمرأة التى تتخلى عن جميع ثيابها، وإخضاع الفن للوقار العام ليس استعبادًا له.بل تشريفا".
هذا جزء من مرافعة المحامى العام السيد أرنست بينار فى القضية التى رفعت على المؤلف جوستاف فلوبير بسبب روايته " مدام بوفارى " أمام محكمة جنح باريس - الغرفة السادسة برئاسة السيد دى بارل - جلسة 31 يناير 1857. أما كيف حصل فلوبير على البراءة من مرافعة السيد سينار المحامى المدافع عنه فسترى فى الكتاب. إنها اتهامات لا تزال للأسف تتكرر فى عالمنا العربى.