عثر مؤخرا على نصوص آثرية لأبقراط، المعروف بأبو الطب، بدير سانت كاترين بسيناء، ويعتقد أن هذه النصوص تمثل الأبحاث تتضمن الكتابات وصفات طبية ورسوم لأعشاب من بينها وصفة للعلاج من لدغ العقرب.
النصوص الجديدة، تأتى ضمن قائمة كبيرة من المخطوطات والنصوص النادرة التى تحتويها مكتبة دير سانت كاترين، والتى تعتبر ثانى أهم مكتبة فى العالم، وذلك حسبما وصف الدكتور يوسف زيدان فى تصريحات لجريدة "إيلاف" العراقية، قائلا "مكتبة دير سانت كاترين تضم من نفائس المخطوطات ما يجعل منها واحدةً من أهم المجموعات الخطية فى العالم، بل يقال إنها تأتى من حيث الأهمية، فى المرتبة الثانية بعد مكتبة "الفاتيكان" المبهرة، ذات النفائس التى لا تقدَّر بثمن.
وتمثل مكتبة الدير بجانب قيمتها فى احتوائها على مخطوطات نادرة أهمية روحية وعلمية لرهبان ورود الدير، إذ يقضون معظم أوقاتهم فى قراءة الكتب الدينية والكهنوتية.
وبحسب كتاب "سيناء ملتقى الأديان والحضارات" للدكتور عبد الرحيم ريحان، فالمكتبة التى تقع فى الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة الدير التجلى، تحتوى قرابة ستى آلاف مخطوط بالإضافة إلى ألف كتاب حديث منها 2219 مخطوطا يونانيا، 284 مخطوطا لاتينيا، 600 مخطوط عربى، 86 مخطوطا جورجيا، بالإضافة إلى المخطوطات "السوريانية، القبطية، الإثيوبية، السلافية، ، الأمهرية، الأرمينية، الإنجليزية، الفرنسية، البولندية"، ومخطوطات دينية تاريخية جغرافية فلسفية، وأقدم هذه المخطوطات يعود إلى القرن الرابع الميلادى، وبعض هذه المخطوطات كتبت فى سيناء وبعضها فى فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا وبعضها يحمل أسماء الناسخين دون الإشارة لمكان مثل "سليمان الشماس،جورج، نيكولاس فى القرن الثانى عشر"، وتحتوى المكتبة أيضا ألف وثيقة تحمل تطور الخط العربى الديوانى بين القرن الثانى عشر والتاسع عشر الميلادى.
وبحسب الدراسة أيضا تعتبر التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس" هى أقدم المخطوطات بالمكتبة وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية، كتابها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذ لأمر الإمبرطور قسطنطين.
كما تضم المكتبة الإنجيل السريانى مكتوب على رق غزال، قيل هى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية، ويظن أنها مترجمة عن أصل يونانى فى القرن الثانى الميلادى.
وبالمكتبة أيضا العهدة النبوية وكتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد النبى محمد وكان الأصل محفوظا فى الدير إلى أن فتح السلطان سليم مصر فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية وفى المكتبة عدة نسخ منها بعضها على رق غزال متين وبعضها فى دفتر خاص وهو العهد الذى يؤمن فيه النبى محمد أهل الكتاب على أموالهم وأنفسهم وممتلكاتهم.
بالإضافة إلى ذلك تحتوى المكتبة أيضا عددا من فرمانات الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب، كما تحتوى فهارس للكتب اليونانية والعربية والسريانية.
وأشار الكتاب إلى أن دراسة وثائق المكتبة بدأت فى عام 1950 حين قامت بعثة علمية من كلية الآداب بالإسكندرية ومكتبة الكونجرس الأمريكية بتصوير أهم المخطوطات والوثائق.