"أن مكانة الأساطير المصرية فيما يتعلق بالتقاليد السرية محددة وقاطعة، ففى الأساطير المصرية، اجتمعت أركان الحكمة والمعرفة الخفية عن العالم القديم، وتبلورت لتحفظ فى هيئة لا تخطئها عين وتلك الأساطير التى هى التى حفظت القرون التى تلتها من التشتت الدينى والوقوع فى حالات أسطورة زائفة" هكذا تحدث المؤلف لويس سبينس فى كتابه "أسرار مصر.. الشعائر والطقوس السرية"، الصادر عن المركز القومى للترجمة، من ترجمة على أمين على.
وبحسب المؤلف تنقسم الأسرار المصرية إلى مرحلتين، هما المرحلة الصغرى والمرحلة الكبرى، وكانت الصغرى تعبر عن عقيدة أيزيس، أما الكبرى فكانت عن عقيدة أوزريس، وفى العصر البلطمى زادت مرحلة أخرى ارتبطت بعقيدة سيرابيس وهو إله مقدس لدى البطالمة، وكانت عبادته خليط بين عبادة أوزريس وعجل أبيس، ثم انفرد بعبادة خاصة به بعد ذلك.
ويستشهد الكاتب بكتاب للباحث مونسير فوكارت والذى يوضح من تحليل للأسرار الإليوزينية فى اليونان يشرح فيه أن العبادة المقدسة لديميتر كانت على صورة هيلينية لإيزيس، بينما عبادة ديونيسوس كانت هى الصورة الهيلينية لأوزرويس.
ويوضح الكتاب أن الأسرار المصرية وجوهرها وكذلك أسرارها وفلسفتها، قد انتقلت من مصر إلى بلاد أوروبا وآسيا على أيدى الكهنة المصريين مع بزوغ فجر الديانة المصرية وظهور المسيحية على أرض النيل، مستشهدا بمقولة لـ"سالفيرت" بأن كتاب السحر يرجع إلى أصول مصرية، وأن الأسماء التى ينطوى عليها الكتاب ويأتى ذكرها فيه هى إعادة صياغة لما ورد فى الكتابات التى تصف الأعمال السحرية المصرية.
وبحسب الكتاب أن بلوتارخ أكد أن أورفيسو سن الأعياد الكبيرة للارتقاء والسمو فى أتيكا، وأحضر من أسرار إيزيس وأزوريس التى تطابقت مع أسرار ديمتر وديونيسوس.
ويرى الكاتب أن طقوس الارتقاء، ما هى إلا مداخل المعرفة الحقيقية للروح، وما الطقوس نفسها بالنسبة للمعرفة إلا كآداب المائدة، فهى توفر الرمزية للعملية وتطرح الهيبة والوقار على الرمزية والعبادات والشعائر كلها تأخذ نفس درجة الأهمية الروحية والداخلية، فهى سبيل الأرتقاء.