كتاب فى خدمة الدولار والإرهاب.. قطر تشترى مصريين بجائزة كتارا المشبوهة.. مثقفون: تناقض وإهدار للدم.. عمار على حسن: الدوحة تصنع موالين.. أحد الفائزين: هدفنا القيمة المادية.. والأعلى للثقافة: من يقبلها

ثلاث سنوات تقريبا مضت منذ الإعلان عن جائزة كتارا للرواية العربية، واليوم الخميس تعلن الجائزة نتائج موسمها الثالث، بينما يتواجد كاتبان مصريان شابان فى العاصمة القطرية الدوحة، يستعدان لاستلام الجائزة فى فرعى الرواية غير المنشورة، والرواية الموجهة للفتيان، فى مناخ سياسى مشحون وبالغ السخونة، وأزمة عربية كبرى بين أربعة دول، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وإمارة قطر، فى ضوء ما بات معلوما وموثقا بشأن دعم الإمارة الصغيرة للإرهاب واحتضانها لميليشيات إرهابية عدّة، وتهديدها لمصالح المنطقة العربية والأمن القومى لدول الجوار. منذ اشتعال الأزمة فى 5 يونيو الماضى، وطوال أكثر من 120 يوما، لم تتورع الدوحة عن توظيف كل الأدوات والقنوات المتاحة لتصعيد حدّة الخلاف، استغلت قناة الجزيرة بإصداراتها المتعددة، ومنظماتها الحقوقية، ومنظمات حقوقية دولية، ومنصات إعلامية مملوكة لها بشكل جزئى أو مدعومة من جانبها، مثل النسخة العربية من "هافنجتون بوست" وموقع وتليفزيون العربى وغيرهما، وصولا إلى حقل الثقافة الذى لم ينج من هذا التوظيف، وآخره جائزة "كتارا"، ورغم أن الأدب الحقيقى لا يقدر بمال، وينأى بنفسه عن مواطن الشبهة والعوار، فإن عشرات المصريين تجاهلوا جرائم قطر فى حق مصر، وهرولوا للمشاركة فى جائزتها للرواية، طمعا فى القيمة المادية التى تصل إلى مليون دولار أمريكى فى كل فروعها، فهل تندرج مشاركة الكتاب المصريين فى باب الفقر والعوز و"قلة الفلوس"، أم فى باب التهافت والاهتزاز الإبداعى وقلة الأدب؟ جائزة كتارا للرواية.. هل تخرج الثقافة والإرهاب من مشكاة واحدة؟ بدا منذ الدورة الأولى لجائزة كتارا للرواية العربية، أن الجائزة تأتى فى إطار منافسة سياسية أكثر من كونها أدبية، وتحديدا مع جائزة "بوكر" التى تمنحها الإمارات العربية المتحدة بترخيص من جائزة "مان بووكر" العالمية، ومع تصاعد حدّة الخلافات السياسية بدأ الأمر يتحول لصيغة من صيغ شراء الولاءات وتدشين قواعد من الموالين فى الدول العربية، وبعد ثلاث دورات فاز فيها عدد من المصريين، وحصدوا إلى جانب الجائزة الأساسية عن رواياتهم، جوائز أخرى أضخم بمسمى "التحويل لعمل درامى"، دون إنجاز هذا التحويل أو حتى التحرك صوب إنجازه، نقف أمام جائزة وليدة لم تحقق حضورا ثقافيا قويا فى الساحة العربية، قدر حضورها المادى المغرى، وما يقرب من 1000 مشاركة مصرية فى الدورات الثلاث، منها أكثر من 350 مشاركة فى الدورة الأخيرة من واقع بيانات لجنة الجائزة نفسها، بما يستتبعه هذا من دفاع عن ممارسات قطر من جانب المشاركين والفائزين، أو الصمت على تجاوزاتها فى أفضل الأحوال. تُمنح جائزة كتارا عبر مؤسسة الحى الثقافى القطرية، ويتولاها خالد بن إبراهيم السليطى، وتتبع إداريا لوزارة الثقافة القطرية وماليا للقصر الأميرى، و"السليطى" نفسه أحد المكلفين من تميم بن حمد بتولى قناة الاتصال بين الإخوان وقيادات الجماعة الإسلامية وطالبان الموجودين فى الدوحة، والنظام القطرى ومنافذه المالية، ومع تعدد الانتقادات المتواترة بشأن قطر، والشبهات المحيطة بالجائزة ومديرها، والحديث الرسمى من أفراد ومؤسسات ليبية وسورية ويمنية وعراقية عن تورط قطر فى ممارسات عدائية وتقديمها تسهيلات ولوجستيات للميليشيات والإرهابيين على أراضيها، وصولا إلى استمرار نزيف الدماء المصرية فى سيناء على أيدى إرهابيين مدعومين من الدوحة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، يؤكد هذا تبنى مؤسسة الجزيرة بإصداراتها المختلفة لخطاب هذه الجماعات واللترويج له واعتماد صيغة تحريرية لا تدين الإرهاب قدر ما تتحامل على الدولة المصرية، أمام كل هذا يبدو من الغريب وغير المنطقى أن يفكر كاتب أو مثقف مصرى فى التقدم للجائزة، والأغرب أن يفوز بها ويقبلها، والأكثر غرابة أن يتحايل للوصول للدوحة عبر السفر ترانزيت لـ"بيروت"، فهل يمكن أن تخرج الثقافة والإرهاب من مشكاة واحدة؟ وهل تستطيع الخزانة التى تصرف شيكات الإرهاب صرف شيكات الكتاب؟ وهل يمكن فصل السياسى عن الثقافى؟ وهل يتسق موقف هؤلاء الأدباء مع مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية؟ أسئلة على بساطتها ووضوحها تبدو صعبة ومعقدة، وتحتاج بحثا واشتباكا مع كل الأطراف. شريف صالح: المشاركة فى كتارا خيانة لدماء أولادنا وعار على شرف الكلمة فى البداية، يقول القاص والروائى شريف صالح، إنه يعتبر المشاركة فى جائزة ممولة من دولة متهمة بدعم الإرهاب فى مصر خيانة لدماء أولادنا وجنودنا، وعارا على شرف الكلمة. وأضاف "صالح"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أنه يشعر بالغضب والحزن مما حدث، متابعا: "رغم تأييدى للجائزة فى دورتها الأولى، وإيمانى بإن الثقافة قد تلعب دورا فى رأب الصدع، لكن استحكام الخلاف وتصاعده، وطبيعة الاتهامات الموجهة لقطر، كانا يستوجبان من الكاتب المصرى ألا يسيل لعابه لدولارات الجائزة"، بحسب تعبيره. وأشار شريف صالح، إلى أن الكتاب والمبدعين عليهم تجنب التوظيف السياسى للجائزة ضد بلدهم، والأهم مراعاة حرمة دماء جنودنا، متسائلا: "كيف يتسق المشاركون، ومهنئوهم أيضا، مع فكرة الابتهاج بالحصول على الجائزة والتشرف بها، وفى الوقت نفسه يدينون حوادث الإرهاب وينتقدون جماعة الإخوان، وبين الموقفين يحصلون على الدولارت من دولة داعمة لهذه الأعمال والجماعة". شوكت المصرى: منح الجائزة لمصريين توجيه سياسى مقصود من قطر فى الإطار ذاته، قال الدكتور شوكت المصرى، أستاذ النقد الأدبى الحديث بأكاديمية الفنون، إن هناك ازداوجا وعدم اتساق فى المواقف السياسية والمالية لدى أغلب المبدعين والكتاب، إذ من جانب يهاجمون داعمى الإرهاب، وفى وقت الجوائز يذهبون للحصول على المكافآت المالية. وأضاف "المصرى" لـ"انفراد"، أن القضية مرتبكة لدى الكتاب الذين حصلوا على الجائزة ومن يهنئونهم أيضا، مؤكدا أن الإبداع موقف، ومن الضرورى أن يحمل تأكيدا للقيم الوطنية والإنسانية، وألا يساعد فى صناعة اسم دولة تقف بكامل طاقتها ضد الإنسانية، بحسب تعبيره، متسائلا باستنكار: "هل يقبل هولاء الكتاب الحصول على جائزة إسرائيلية؟!". وكشف أستاذ النقد الأدبى الحديث بأكاديمية الفنون، عن أن هناك عديدا من النقاد المصريين رفضوا إغراءات ضخمة للمشاركة فى لجان تحكيم جائزة "كتارا" القطرية، وانحازوا لتصوراتهم وقناعاتهم الإنسانية والأدبية إعلاء للمبدأ والقيمة، وهو ما حدث مع الدكتور محمد عفيفى نموذجا، الذى ترك راتبا وإقامة باذخة فى الدوحة، عندما رأى الموقف القطرى ضد مصر وتأكد من انحيازه وعدائه. وأكد شوكت المصرى، قناعته بأن حصول كاتبين مصريين على الجائزة القطرية الآن أمر مقصود من إدارتها، برؤية سياسية أكثر من كونها ثقافية وأدبية، لإحداث حالة من الشقاق والتناحر بين مثقفى مصر، مشددا على أن هناك مبالغة من كثيرينفى الاهتمام بالجائزة، وربما يرجع السبب فى هذا لقيمتها المادية الكبيرة، فى حين أنها بلا قيمة معنوية، متابعا: "غياب المصدقية عن كثير من جوائز الدولة هنا، وتقصير وزارة الثقافة، وضعف عائدات المثقفين والمبدعين، كلها عوامل تركت لقطر منفذا ومتسعا للحركة واستغلال الحالة القائمة فى الترويج لنفسها ثقافيا"، مختتما بتأكيد أن وزارة الثقافة تفتقد لخطة مدروسة وأداء وإدارة جيدين. عمار على حسن: رفضت المشاركة فى كتارا.. وقطر تسعى لخلق فئة من الموالين فى سياق مختلف قليلا، قال الدكتور عمار على حسن، الروائى وأستاذ العلوم الاجتماعية، إنه رغم رفضه للهجوم على الفائزين بالجائزة القطرية، رفض الترشح لها، وأخبر الدار المصرية اللبنانية الناشرة لأعماله بهذا القرار، فى ضوء موقفه الواضح من السياسات القطرية الممولة للإرهاب وجماعة الإخوان، وتماشيا مع المقاطعة المصرية الرسمية للدوحة. وأضاف عمار على حسن، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن علينا إدانة الكتاب إذا دفعتهم الجائزة لتغيير آرائهم والتحول للنقيض ضد بلدهم أو الهجوم عليه، ومن الوارد جدا أن يكون هدف قطر من الجائزة خلق فئة من المؤيدين والموالين لها فى الوسط الثقافى المصرى، مطالبا الدولة المصرية ومؤسساتها الثقافية بإطلاق جائزة أدبية مصرية كبرى، تضاهى الجوائز القطرية، وتكون بقيمة مادية كبيرة، مختتما بالقول: "أى كاتب عربى سيسعى للحصول على هذه الجائزة المصرية وسيعتبرها شرفا له". سامح الجباس "الفائز بكتارا": لا هدف لنا من الجائزة إلا الربح المادى على الجانب المقابل، كان علينا الاقتراب من دائرة المحتكين والمتعاملين مع قطر، ومن يُحسبون نوعا ما على دائرة الموالين للجائزة - باعتباره أحد الفائزين بها فى دورتها الأولى، وحصل على جائزة الرواية غير المنشورة وجائزة التحويل لعمل درامى - فسألنا الروائى سامح الجباس عن الجائزة وموقفه منها الآن، وبعد التطورات التى شهدتها العلاقات العربية القطرية، وما تأكد بشكل قاطع بشأن دعم قطر للإرهاب. يقول "الجباس"، فى حديثه مع "انفراد"، إن من يتقدمون للجائزة لا هدف لهم إلا الربح المادى والحصول على المكافأة المالية الكبيرة التى تقدمها الجائزة، فى الوقت الذى يعانون فيه وضعا اقتصاديا متدنيا، بحسب تعبيره. وأضاف الحائز على جائزة "كتارا" فى دورتها الأولى، أن عددا ممن يهاجمون الجائزة الآن كانوا يسعون للحصول عليها، متابعا: "لا يجب الهجوم على من حصل على الجائزة، الناس ما حولتش جنسيتها يعنى عشان خدت جائزة، الثقافة منفصلة عن السياسة، والجائزة حيادية"، معللا هذه الرؤية التبريريةبوجود عدة جنسيات ضمن لجنة تحكيم الجائزة. أمين المجلس الأعلى للثقافة: أى كاتب يقبل "كتارا" شخص خائن لوطنه على الجانب المؤسسى الرسمى، قال الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن وزارة الثقافة بكل مؤسساتها، وفى القلب منها المجلس الأعلى للثقافة، جزء أصيل وفاعل فى الدولة المصرية ومن ثمّ فإنهم ملتزمون تماما بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، فى ضوء دعمها للإرهاب وتهديدها للأمن القومى المصرى. وأضاف "ربيع"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن كل قطاعات الثقافة تطبق القرار، بدليل غياب مصر عن المشاركة الرسمية فى أية فعالية أو جائزة تنظمها قطر، أو دعوتها للمشاركة فى الفعاليات والأحداث الثقافية المصرية، ومن ثم فإن مشاركة أى مثقف أو مبدع مصرى فى جائزة "كتارا" القطرية أو غيرها تصرف فردى، مستطردا: "رغم هذا فإن أى كاتب يقبل الحصول على جائزة من دولة تدعم الإرهاب هو شخص خائن لوطنه".










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;