أصبح واضحا للقراء والكتاب، غياب الكتب الساخرة عن أرفف المكتبات، واختفائها من قوائم الأكثر مبيعا، بعدما تصدر ذلك النوع من الكتابة مقدمة الأكثر مبيعا، خاصة فى فترة ثورة 25 يناير، والتى شهدت زخما كبيرا من تلك الكتب، مع تواجد عدد كبير من الكتاب، منهم الراحل جلال عامر، وعمر طاهر وأسامة عريب وإيهاب معوض وغيرهم.
ومع خفوت تلك الظاهرة، اتجه عدد كبير من هؤلاء الكتاب إلى نوع آخر من فنون الكتابة مثل السيناريو والرواية، لتتعدد أسباب اختفاء الظاهرة بعد تصدرها المشهد الثقافى لوقت ليس بالقصير.
و يقول الكاتب عماد العادلى، المستشار الثقافى لمجموعة مكتبات "أ"، أن موجة الأدب الساخر فى مصر أصبحت شبه معندمة، وتختفى الآن مع الوقت.
وأضاف "العادلى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أنه ضمن الأسباب المؤدية لاختفاء هذه الظاهرة، هو اعتبرها موضة من موضات الكتابة التى ظهرت بعد الثورة، مثل الكتابة عن الثورة والإخوان، والتى كانت تحقق هى الأخرى مبيعات عالية، وانعدمت نهائيا الآن، كما أن رغبة الجمهور فى عدم قراءة أعمال ساخرة، ربما ساعدت على تراجعه أيضا.
ويرى "العادلى" أن الأدب الساخر، يعتبر عملا نقديا فلسفيا "دمه خفيف" لذا لا يوجد الكثير من الكتاب الساخرين، مع استثناء بعض الأسماء مثل أسامة غريب والذى يقوم على الآن على كتابة رواية أدبية، وهو الأمر الذى اعتبره "العادلى" تأكيدا على تراجع الأدب الساخر فى مصر، إضافة للكاتب شريف أسعد والذى يراه "المستشار الثقافى لمكتبات (أ)" يقدم كتابات لفئة جمهور الشباب وربات المنازل".
من جانبه قال الكاتب مصطفى الفرماوى مدير مكتبات الشروق، أن كتب الأدب الساخر، أصبحت قليلة، وربما غير موجودة الآن بشكل كبير.
وأضاف "الفرماوى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن القراء اتجهوا لأنواع أخرى مثل روايات الرعب والفانتازيا، مع وجود شريحة كبيرة من الجمهور أصبحت تفضل الأدب الكلاسيكى، والعودة لكتابات الأدباء الكبار مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس.
وأشار "الفرماوى" أن حجم المبيعات للأدب الساخر الآن قليلة مقارنة بحجمها فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير، إلا ببعض الكتاب الذين يملكون متابعين كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعى، إذ يمثل رواد هذه المواقع شريحة كبيرة من جمهور بعض الكتاب.
وأوضح "مدير مكتبات الشروق" أنه بشكل عام يكون عاملا الجودة والكتابة الجيدة، هما الفيصل فى حجم مبيعات كتاب عن آخر، خاصة مع زيادة وعى القراء فى الفترات الأخيرة على حد تعبيره.
وقال الكاتب الساخر إيهاب معوض، إن الأدب الساخر، بدأ فى الاختفاء مع زيادة انتشار وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعى، إذ أصبحت مصدرا كبيرا للكوميديا مثلما يظهر فى "الكوميكس".
وأضاف "معوض" فى تصريحات لـ"انفراد" أن ذلك ساعد فى اتجاه عدد كبير من الكتاب لعمل صفحات على تلك المواقع والاكتفاء بها، بجانب البعض الآخر الذى ترك ذلك النوع من الكتابة مثل عمر طاهر الذى اتجه للسينما.
وأوضح "معوض" أن القارئ أيضا أصبح يتجه للكتابات ذات الفائدة، على حد تعبيره، مؤكدا أن القراء حريصون على شراء كتاب يخرجون منه بمعلومة بجانب الضحك، وذلك نتيجة زيادة وعى الجمهور على حد وصفه.