تصدر خلال أيام مجموعة قصصية تحت عنوان "خادم الورد" للكتاب أسامة حبشى.
ومن أجواء المجموعة: أغلق الباب وراءه بهدوء غير معهود له، تاركًا شقته كنبتة برية وسط شارع دى كارنتون بباريس ومضى كالسمكة بلا ذاكرة. الأفكار برأسه أصابها الخرس والعقم، البشر من حوله سحب من غيوم لا تنبئ بنهار سعيد، إداركه بالكامل فى حالة من فوضى الخوف، كل هذا جعله -تقريبًا- يتقبَّل وضعه الحالى إلا هى فترك نفسه لقدميه تقودانه لفوضى من نوع آخر، فوضى مغرية، فوضى الظن والتخمين.
منذ فترة غير قصيرة كان قد انتهى من قراءة بحث طويل عن الوعى لعدد من الفلاسفة منهم ابن رشد وجاك لاكان وهيدجر، ولكنه الآن فى حالة أخرى من تفسير الوعى، إنه الآن فى حالة الغياب عن ذاته والغياب عن الآخر، إنه فى منطقة محايدة ما بين الوعى واللاوعى. إنه هو الذى لم يكنه وهو الذى كانه، وربما هو هو الذى سيكونه، إنه السعيد الحزين المسافر فى الخوف والفوضى، إنه هو الحائط المشتاق للوحة تصاحبه مدى الحياة دون الاهتمام بما سينسجه العنكبوت -من بعد- حولهما، إنه فى فوضى الحدس التى قد قررتها مسبقًا قدماه دون أدنى تدخل منه.