كاتبة متحررة وصاحبة أراء صادمة، وتعلن دائما أنها لا تخاف أحدا، وهى المرأة المثيرة للجدل صاحبة الأفكار المنفتحة التى تخالف تقاليد المجتمعات العربية والإسلامية، هى الدكتورة نوال السعداوى.
نوال السعداوى، أحد أهم الكتابات فى تاريخ مصر المعاصر، ويعتبرها البعض أهمها على الإطلاق، من حيث جرأة موضوعاتها وكتبها التى دائما تواجه أزمات تلو أزمات.
ومؤخرا صادرت شرطة المصنفات بمعرض الخرطوم الدولى للكتاب، رواية سقوط الإمام، وذلك لأن القائمين على المعرض يرون أن كتابات نوال السعداوى متحررة بالنسبة لطبيعة المجتمع السودانى، حسبما أوضح الناشر عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين.
كتب وأزمات
أزمات نوال السعداوى مع الكتب عديدة ورواية "سقوط الإمام" نفسها ليست المرة الأولى التى تواجه فيها أزمة، إذ اقترح من قبل مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر الشريف، فى مايو من عام 2004، بمنع تداول رواية "سقوط الإمام" فى مصر، مؤكدا أنها "تتعارض مع ثوابت الإسلام"، وذلك بعد اجتماع عقده المجمع برئاسة شيخ الأزهر آنذاك الإمام محمد سيد طنطاوى، إذ أعدت لجان الفحص بمجمع البحوث الإسلامية تقريرا عن كتب السعداوى وخصوصا عن روايتها "سقوط الإمام".
الأمر ذاته لكن بدرجة أكبر حدث مع مسرحية "الإله يقدم استقالته فى اجتماع القمة"، التى صدر أمر بمصادرتها فى نوفمبر عام 2006، ثم تم رفع دعوى قضائية، من قبل الأزهر فى فبراير 2007، وتم اتهامها بالردة والزندقة بسبب هذه المسرحية، وهى الدعوى التى تم رفضها القضاء المصرى فى مايو عام 2008.
تاريخ نوال السعداوى قبل هذين الحادثين، خاضت العديد من القضايا والمعارك، بدأتها الكاتبة بعد نشر كتابها "المرأة والجنس"، والذى صدر أول مرة عن "دار الشعب" عام 1968، ويدور موضوعه عن أشكال العنف الذى تواجهه المرأة فى المجتمع، والذى على إثره فصلت "السعداوى" من عملها فى مكتب وزير الصحة آنذاك، وتم منع نشر الكتاب فى مصر.
السجن والقضاء المصرى
المصادرة والفصل من العمل لم تكن الصعوبات الوحيدة التى واجهتها "السعداوى" فالسجن أيضا كان مصيرها، بعدما ساهمت فى تأسيس مجلة المواجهة النسوية، وبسبب جرأة محتوى المجلة والقضايا التى ناقشتها تم اتهامها بإثارة الفتنة الطائفية، وحكم عليها بالحبس 6 أشهر، فى سبتمبر عام 1981، وقضت فترة عقوبتها التى لم تكملها بسجن النساء بالقناطر، ثم أطلق سراحها فى العام نفسه بعد شهر واحد من اغتيال الرئيس السادات، وهى التجربة التى دونتها فى كتابها الشهير "مذكرات فى سجن النساء" عام 1983.
السعداوى لها تاريخ مع ساحة القضاء، إذ واجهت عدة قضايا بخلاف قضايا الأزهر التى تم ذكرها من قبل، ورفضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، فى الثلاثاء 12 مايو عام 2008، إسقاط الجنسية المصرية عن الكاتبة نوال السعداوى، فى دعوى رفعها ضدها أحد المحامين المصريين، بسبب آرائها "المدافعة عن حقوق المرأة"، وذلك بناء على دعوى أقامها المحامى سمير صبرى طالب بسحب الجنسية المصرية من السعداوي، ووضع اسمها على قوائم ترقب الوصول الى البلاد، على اعتبار أنها نشرت سلسلة كتابات من شأنها إثارة الفتنة فى المجتمع، وازدراء الأديان والتطاول على مبادئ الشريعة الإسلامية.
ومن قبلها وبالتحديد فى 18 أبريل عام 2001، قدم المحامى نبيه الوحش بلاغا للنائب العام، يطالبه بالسماح له برفع دعوى حسبة للتفريق بين نوال السعداوى وزوجها استنادا الى التعديلات التى جرت على القانون المصرى بعد حكم التفريق الشهير بين الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته وجعل القانون حق رفع دعاوى الحسبة من سلطات النائب العام وحده، وذلك على خلفية تصريحاتها "بأن بعض شعائر الحج من بقايا العصر الجاهلى"، وهى القضية التى رفضتها محكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة عام 2001.