أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية المجلدين الثانى والثالث من جريدة السفور التى أسسها عبد الحميد حمدى فى 21 مايو1915، واستمرت فى الصدور أسبوعيًا حتى 22 أكتوبر 1922، وصدر منها 307 أعداد، واتخذت الجريدة من مطبعة الواعظ شارع درب الجماميز نمرة 152 مقرًا إداريًا لها.
وعن رسالة الجريدة كتب عبد الحميد حمدى فى افتتاحيتها قائلاً: سنعمل فى هذه الصحيفة على أن نظهر سافرًا للناس ما خفى من نزعاتنا وفضائلنا وكفاءاتنا ومعارفنا وأمانينا"، كما كتب الشيخ مصطفى عبد الرازق فى العدد الرابع منها، تحت عنوان نقد السفور:
"ولا يريد أنصار هذه الصحيفة أن ينكروا أنهم جميعًا من أعوان الدعوة إلى حرية المرأة، ولكنهم يريدون أن يفهم الناس أن للسفور معنى أشمل مما يتبادر إلى الذهن عند سماع هذه الكلمة التى جرت بها أقلام الباحثين فى مسألة المرأة المصرية، وأن هذه الصحيفة تريد أن تكون مظهر التقدم الفكرى فى هذه البلد ومضمارًا لكل دعوة حرة صالحة".
وأضاءت صفحات الجريدة بمقالات وروايات عدد من أنجب رموز الفكر المصرى ونذكر منهم على سبيل المثال: طه حسين، محمد حسين هيكل، المنفلوطى، مصطفى عبد الرازق وعلى عبد الرازق.
وتناولت افتتاحية السفور وباب الاجتماع فيها عددًا من القضايا المهمة مثل: الحجاب وتحرير المرأة، الحرب والحضارة، إصلاح الجامعة المصرية، أزمتى جريدة حزب الأمة وجماعة المؤتمر المصرى، وكانت الجريدة نموذجًا لصحافة الرأى وشملت عدة أبواب منها: الافتتاحية، باب الاجتماع، باب القصة، باب الشعر، الترجمات الأدبية والفكاهيات.
ويشمل المجلدان الثانى والثالث مقالات عن الاشتراكية وحقوق الشباب والمرأة والإصلاح، بالإضافة إلى استكمال رواية خطبة الشيخ لعميد الأدب العربى طه حسين والتى نشرت على حلقات فى الجريدة.
عن مؤسس الجريدة عبد الحميد حمدى، أسس جريدة السفور فى 1915، كتب عدة مقالات فى "السياسة الأسبوعية" فى عشرينيات القرن الماضى، أسس جريدة الضياء التى بدأت يومية فأسبوعية، أثر صحافة الرأى على صحافة الخبر، توفى بالقاهرة فى عام 1950.