صدر حديثا عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب "الكاريكاتير السياسى.. اللغة والفكاهة والنظرية البراجماتية"؛ للدكتور أحمد عبد التواب شرف الدين، مدرس اللغة الإنجليزية بآداب المنوفية.
يتناول الكتاب علاقة الكاريكاتير السياسى باللغة، وكيف يستطيع رسام الكاريكاتير توظيف جوانب تواصلية ولغوية فى رسومه لينتج مزيجا فريدا فائق القدرة على نقد عيوب المجتمع بصورة ساخرة وممتعة تفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانا لكى تدعو القراء لإحداث التغيير فى ثوابت راسخة متجذرة فى الواقع.
ولأن الكاريكاتير يستخدم أسلوبا بسيطا، ومؤثرا فى الوقت نفسه لنقل المعانى، صار له - كما يقول المؤلف - الدور الأبرز فى تناول معظم قضايا المجتمع المهمة، خاصة أنه ينشر بشكل يومى فى الصحف والمجلات بأسلوب مشوق وممتع.
ويضيف المؤلف أن الكاريكاتير من أهم الوسائل التى تؤثر على الرأى العام برموز وتلميحات مرئية أو شفهية لتوصيل المعنى، كما تكمن أهمية الكاريكاتير السياسى فى القدرة على تبسيط وبلورة الأحداث فى الإطار اليومى لتكون مفهومة بسرعة وبطريقة تحقق الهدف المطلوب.
ويرى أحمد شرف الدين، من خلال تجربته فى التدريس بجامعتين أمريكيتين، أنه إذا كانت اللغة من أشكال التواصل فى أى مجتمع، فالرسوم المرئية أيضا تعد أحد أشكال التواصل التى تحتوى على سمات فريدة تجعلها أكثر إقناعا من اللغة المكتوبة. وهناك أشكال من الكاريكاتير، مثل السياسى والاجتماعى والفكاهي، ولكل نوع وظائف عديدة كتسليط الضوء على بعض سلبيات المجتمع، ونقدها بشكل ساخر، مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى أن الكاريكاتير السياسى يمنح الصحف والمجلات شكلا أفضل يعفى القاريء من الملل.
وعبر فصول الكتاب يحاول المؤلف لفت الأنظار إلى الكاريكاتير من المنظور اللغوى، والأدوات اللغوية المستخدمة فيه، ليتضح أن الكاريكاتير يمكن استخدامه لمواجهة بعض المفاهيم الخاطئة فى الحياة اليومية، حيث يستخدم رموزا عالمية لمساعدة القارئ وتبسيط المعنى الضمنى له.
وعبر الكتاب، يحاول الدكتور أحمد شرف الدين استكشاف الفجوة بين المعنيين الظاهرى والضمني، وتحديد ما يقال وما لا يقال، ويرى أيضا أن الاهتمام بالكاريكاتير من الناحية اللغوية كان لا يزال مفتقرا للكثير من الدراسات.