التراث العربى ممتلئ بالكتابة عن الجسد وجمالياته وحتى وظائفه، وليس كتاب ألف ليلة وليلة هو الوحيد الذى به جرأة الكتابة الحسية فالجاحظ وأبو أحيان التوحيدى والإمام السيوطى وغيرهم من المفكرين والأدباء كانت لهم إسهامات كتابية تتحدث صراحة عن الجسد والأدباء المعاصرون أيضًا كان للكتابة الجسدية نصيب من كتابتهم.
ألف ليلة وليلة
طالما كانت الليالى هدفًا لسهام من يرون فيها نصًا جنسيًا صريحًا. ومن هنا كانت دعوة البعض المتكررة إلى وقف طبع الليالى، فهى-فى زعمهم- نص ضد الأخلاق ويروج للخلاعة والمجون.
فعبر صفحات الليالى حديث مفصل عن العلاقات الجنسية وأسماء للأعضاء الجنسية للإناث (حكاية الجمال مع البنات) فضلاً عن إشارات للعلاقات المثلية (حكاية قمر الزمان مع معشوقته).
وذكر الجاحظ فى رسائله: "عُرضت جارية على المتوكل فقال لها: إيش تحسنين؟ فقالت: عشرين لونا من الرهز فأعجبته فاشتراها".
القصيدة اليتيمة.. "دوقلة المنبجى"
وقصة القصيدة أن أميرة عربية فى غاية الجمال، اشترطت مهرها أن يكون أجمل قصيدة وصف لها، تصفها من رأسها حتى أخمص قدميها، وحددت يومًا لذلك، ويكون صاحب القصيدة زوجًا لها.
والـصــدر مـنـهـا قـــد يـزيـنـه/ نـهـدٌ كـحــق الـعــاج إذ يـبــدو/ ولــهــا هــــن رابٍ مـجـسـتـه/ وعـر المسالـك، حشـوه وقــد/فـإذا طعنـت، طعنـت فــى لـبـدٍ/واذا سللت يــكــاد يـنــســد/ والـتـف فـخـذاهـا، وفوقـهـمـا/ كفـل يـجـاذب خصـرهـا نهد/ فقيـامـهـا مـثـنـىً إذا نـهـضـت/ مــن ثقـلـه، وقعـودهـا فـــرد
نواضر الأيك.. الإمام السيوطى
اختلف الدارسون فى عدد كتبه الإمام التى أثرى بها المكتبة الإسلامية، فمنهم من يرى أن العدد 561 كتابًا وهو ما ذكره "فلوجيل" وأما "بروكلمان" فقد عد له 415 كتابًا ومن كتبه نواضر الأيك، كذلك كتب ـ رشف الزلال من السحر الحلال، ـ الوشاح فى فوائد النكاح، ـ شقائق الأترج فى رقائق الغنج، الإفصاح فى أسماء النكاح، ضوء الصباح فى لغات النكاح وكتاباته غاية فى المجون وهو لا يوردها ناقدا لها أو ساخرا منها وإنما متغنيا بها ومنتشيا لروايتها.
رجوع الشيخ إلى صباه
كتاب رجوع الشيخ إلى صباه فى القوة على الباه للإمام أحمد بن سليمان بن كمال باشا، قام بتأليفه بإشارة من السلطان سليم الأول وأتم طباعته فى سنة 903 هـ وهو يحتوى قصصًا من الأدب العربى القديم، يتحدث عن المعاشرة الجنسية ومنه جزء يتعلق بأسرار الرجال وما يقويهم على النكاح من الأدوية والأغذية، والجزء الثانى يشتمل على ثلاثين باباً تتعلق بأسرار النساء وما يناسبهن من الزينة.
الغزل بالمذكر.. أبو نواس
يعتبر أبو نواس أول من اشتهر عربيًا فى الغزل بالمذكر ويرجع البعض ذلك لأسباب نفسية على الأكثر، ولأنه كان مجنيًا عليه فى صغره من قبل أستاذه والبة بن الحباب، فقد عمد أبو نواس إلى التغزل بالمذكر فى مقدمة قصائده بدل الوقوف على الأطلال ومخاطبة الأنثى، وفى قصيدة له يعرض فيها بالعشاق العرب، لأنهم أحبوا نساء ولم يلتفتوا إلى حب الغلمان، ويرى فى حب الرجل لغلام، لذة لا ترقى إليها لذة حبه للمرأة، يقول أبو نواس فى غلام له أسماه رحمة متغزلاً به (أحببت من شعره بشار لحبكم.. بيتًا كلفت به من شعر بشار، يا رحمة الله حلى فى منازلنا.. وجاورينا فدتك النفس من جار، إذا ابتهلت سألت الله رحمته.. كنيت عنك وما يعدوك إضمار).
القصيدة الشريرة.. نزار قبانى
تحدث نزار قبانى عن المثلية الجنسية فى "القصيدة الشريرة" قائلا: مطرٌ.. مطرٌ.. وصديقتها معها، ولتشرين نواحُ/ والباب تئنّ مفاصله ويعربد فيه المفتاحُ/ شيءٌ بينهما.. يعرفه اثنان أنا والمصباحُ، وحكاية حبٍّ.. لا تحكى فى الحب يموت الايضاحُ.
الخبز الحافى.. محمد شكرى
تعد رواية الخبز الحافى من أشهر ما كتب المغربى محمد شكرى، سنة 1972 وترجمها إلى الإنجليزية بول بولز سنة 1973 وترجمها إلى الفرنسية الطاهر بنجلون سنة 1981 ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982، وترجمت إلى ثمانية وثلاثون لغة أجنبية، والرواية تحكى الرواية مأساة إنسان أبت ظروفه إلا أن يبقى فى ظلمات الأمية حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً فى عالم البؤس حيث العنف فى بيئة مسحوقة خاضعة تحت وطأة الاستعمار وما ينتج عنه من انتشار الفقر والجوع والجهل والأوبئة، والأكل من المزابل وألفاظ ترعرع بطل الرواية وسط أسرة كان دور الأب فيها ظالما وقاسيا، يتعاطى السعوط ويسب الإله، العنف الذى نشأ فيه الابن، يفضى إلى تدميره روحيًا وقيميًا وأخلاقيًا، واحتوى الكتاب على الكثير من الألفاظ الخارجة والأوضاع الجنسية الغريبة والشاذة.