تعتبر "البهائية" من الديانات الحديثة، إذ لا يتعدى عمرها 200 عام، وتقوم فكرتها على الإيمان بجميع رسل الديانات الإبراهيمية الثلاثة "اليهودية، المسيحية، الإسلام"، بجانب رسل أو مؤسسى بعض الديانات الشرقية مثل كريشنا، وبوذا، أما مؤسس تلك الديانة التى يعتبرها أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاثة وضعية، فهو الميرزا حسين على النورى المازندرانى الملقب بـ بهاء الله.
وتحل اليوم الذكرى الـ200 على ميلاد بهاء الله، مؤسس البهائية إذ ولد فى 12 نوفمبر عام 1817، فى العاصمة الإيرانية طهران، توفى والده وهو فى سن الثانية والعشرين، وتولى أمور وممتلكات عائلته، وعرف عنه اهتمامه منذ صغره بالفقراء وأعمال الخير والإحسان وإطلق عليه "أبو الفقراء".
دعوته
بحسب موقع "الدين البهائى" الموقع الإلكترونى للجامعة البهائية فى العالم، فى عام 1844، أعلن بهاء الله، تأييده لدعوة أعلنها على محمد الشيرازى، المعروف بـ"الباب"، والذى يؤكد فيها إنه يحمل دعوة من الله ليبشر بمجىء رسول من السماء.
ويزعم الموقع إلى أن الوحى أو الرسالة السماوية نزلت على بهاء الله أثناء سجنه عام 1852، حيث كان جالسًا على الأرض وأقدامه مكبلة وتحيط بعنقه سلسلة حديدية ثقيلة تزن 100 رطل، إلا إنه لم يعلن عن رسالته علنية إلا فى عمر الـ 46 فى سنة 1863.
نفيه وتعاليمه
وبعدها بخمسة سنوات عام1863، نفته السلطات الإيراينة إلى عكا، برفقة 70 من عائلته وأتباعه، وبدأ من هناك تعليمه ورسائله إلى ملوك العالم، مفصحا عن قوانين كتبها من شأنها أن تعيش البشرية فى عصر من السلام، حسب قوله.
وكانت من تعاليمه التى ذكرت عنه "يُعْتَبَرُ الْعَالَمُ فِى الْحَقِيقَةِ وَطَنًا وَاحِدًا وَمِنْ عَلَى الأَرْضِ أَهْلَهُ" (معرّب) و"لَيْسَ الْفَخْرُ لِمَنْ يُحِبُّ الْوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ الْعَالَمَ".
الوفاة
انتقل بهاء الله إلى شمال مدينة عكا وتوفى سنة 1892 ودفن بمنطقة تدعى "البهجة"، تعتبر أكثر الأماكن قداسة لدى البهائيين الآن.
وصيته
أوصى بهاء الدين قبل وفاته بتعيين نجله الأكبر عباس أفندى، خليفة له، ليكون مركزا للدعوة، وميثاقه والمفسر الوحيد لتعاليمه وكتاباته وأحكامه، واتخذ الأخير لنفسه لقب عبد البهاء وصار يعرف به بعد وفاة والده، وبحسب البهائين يعتبر هذا الاختيار للوصى شرط أساسى لما يعرف بــ"ميثاق حضرة بهاء الله" وهو الذى يتيح للبهائيين الحفاظ على وحدتهم فى جميع الأوقات، كما إنه يعتبر أول مؤسس لديانة بتحديد خليفته من بعده.
رسائله
يرى البهائيون أن كتابات بهاء الله وآثاره وحى أوحى إليه من الله، كما يحتفظون برسائله إلى ملوك الدول ضمن ما سميه "ألواح حضرة بهاءالله إلى الملوك والرؤساء".
وكانت من رسائله التى ذكرت فى كتاب الألواح إلى الملوك "والذى جَعَلَهُ اللَّهُ الدِّرْياقَ الأَعْظَمَ وَالسَّبَبَ الأَتَمَّ لِصِحَّتِهِ هُوَ اِتَّحادُ مَنْ عَلى الأَرْضِ عَلى أَمْرٍ واحِدٍ وَشَرِيعَةٍ واحِدَةٍ".
كما كانت من آثاره الباقية "إنّ سبيل الكلّ إلى ذات القدم مسدود وطريق الجميع مقطوع. أظهر الله بمحض الفضل والعناية من بين الناس شموسًا مشرقة من أفق الأحديّة واعتبر عرفان هذه النفوس المقدّسة هو عرفان ذاته".