تركت اليوم إيرينا بوكوفا منصبها كمدير عام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بعدما قضت 8 سنوات على دورتين منذ عام 2009، عندما فازت بصعوبة على المرشح المصرى الفنان الدكتور فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، وجاءت بعدها الفرنسية أوديرى أوزلاى، والتى فازت مؤخرًا بالمنصب.
تولت "بوكوفا" المنصب لتكون البلغارية أول سيدة تتولى مهام مدير عام اليونسكو، والعاشرة فى ترتيب مديرى المنظمة الدولية على مدار تاريخها، منذ عام 1946.
وعلى مدار 8 سنوات كاملة، هى عمر بوكوفا فى المنصب الأهم داخل المنظمة، استطاعت أن تقوم بالعديد من المهام والإنجازات الكبيرة، وقامت بمساندة المستضعفين من بلاد العالم، لتكون هى ناصرتهم وأمالهم للحفاظ على التراث والوجود على الساحة العالمية.
وكانت للمنطقة العربية نصيب الأسد من اهتمامات بوكوفا التى كلفتها عداء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
دورها مع العرب
وكان من أهم ما حدث فى فترة تولى السيدة البلغارية المنصب هو حصول فلسطين على العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، إذ صوتت الجمعية العمومية للمنظمة الدولية، أثناء انعقاد المؤتمر العام فى دورته الـ36، بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور 194 هم عدد الدول الأعضاء باليونسكو، آنذاك، حيث صوت لصالح انضمام فلسطين 107 أعضاء، فيما عارض 14 عضوًا بينهم الولايات المتحدة وإسرائيل، وامتنع عن التصويت 52 عضوًا.
وصوتت فى يونيو من عام 2012 مع أعضاء منظمة اليونسكو لصالح مشروع إدراج مدينة بيت لحم، كموقع ضمن التراث الإنسانى والعالمى، بعدما حصلت على أغلبية التصويت بموافقة 13 دولة، ورفض 6 دول و2 محايد.
فى أكتوبر من العام نفسه اتخذت المنظمة الدولية قرارًا تاريخًا، باعتبار المسجد الأقصى "تراث إسلامى"، وينفى وجود أى علاقة تاريخية بين المسجد واليهود، حيث اعتمدت اللجنة الإدارية فى اليونسكو، قرارًا نهائيًا حول القدس الشرقية المحتلة قدمته دول عربية باسم حماية التراث الثقافى الفلسطينى.
بينما أدرجت منظمة اليونسكو فى ديسمبر من عام 2016 فن التحطيب المصرى، إلى قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وفى فبراير الماضى أعلنت منظمة اليونسكو عن خطة طوارئ إستراتيجية لتأهيل الآثار العراقية، التى دمرها تنظيم داعش، تشمل حماية المواقع الأثريّة والمتاحف والقطع الأثريّة فيها ومواقع التراث العالمى.
وكان لمنظمة اليونسكو دور مهم فى ترميم العديد من الأماكن التراثية فى مصر، من بينها متحف الفن الإسلامى بعدما تعرض لتفجير على يد عناصر إرهابية عام 2013، بجانب تمويل بناء متحف الحضارة المصرية.
عداء إسرائيل وأمريكا
مواقف إيرينا مع العرب كلفتها عداء واضح مع أمريكا وإسرائيل خاصة بعدما سحبت الأولى مساهمتها المالية وحصتها السنوية فى المنظمة البالغة 80 مليون دولار، عام 2011 على خلفية أعطاء عضوية كاملة لدولة لفلسطين.
بجانب وفى عام 2013، رفضت الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، تقديم أى التزامات مالية فى قرار ثنائى مع إسرائيل ما جعلهما يفقدهما حق التصويت فى انتخابات المنظمة فى نفس العام.
تكريم العرب
على الرغم من مواقف يوكوفا الداعمة للحضارة والتراث العربى، إلا أن التكريم لها كان قليلاً حيث لم يقم بتكريمها سوى مصر والمغرب، وكان التكريم الأبرز هو تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى فبراير الماضى، بمنحها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، تقديرًا لجهودها في تعزيز التعاون بين مصر ومنظمة اليونسكو، ومساهمتها في تطوير العديد من المشروعات الثقافية بمصر خلال الفترة الماضية، فضلاً عن دورها فى الحفاظ على التراث الإنسانى العالمى، كما تم منحها وسام العرش من درجة قائد من المملكة المغربية سنة 2014.