"نستطيع أن نقول إن التجديد الإسلامى فى مصر اتخذ -خلال الربع الأخير من القرن الماضى تحت زعامة الشيخ محمد عبده، مفتى مصر المتوفى عام 1905- صورة حركة معينة تسعى إلى تحرير الدين من أغلال الجمود، وتتجه إلى استكمال إصلاحات توفق بينه وبين مطالب الحياة العصرية المعقدة" هكذا قال المؤلف تشارلز آدمس فى مقدمة كتابه الإسلام والتجديد فى مصر، الصادر عن المركز القومى للترجمة وترجمه عباس محمود ومن تقديم الدكتور أحمد زكريا الشلق.
والكتاب فى جزئه الأول عبارة عن رسالة علمية أعدها المؤلف للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1928، أما الجزء الثانى فهى ترجمة إنجليزية لكتاب عن الخلافة ألفه على عبد الرازق، والذى لم ينشر فى مصر.
ويعتبر هذه الكتب أحد أهم الكتب التى قدمها المتستشرقون الذين اهتموا بدراسة قضية التجديد فى العالم الإسلامى، ودراسة حركة التجديد الإسلامى، الذى أسسها الإمام محمد عبده وتعهدها تلاميذه بالرعاية والاهتمام من بعده، كما يقدم الكتاب معرفة تاريخية بحقائق عن هذه المدرسة الفكرية.
ويرى المؤلف فى كتابه أن جمال الدين الأفغانى كان الدافع الأول للحركة المصرية الوطنية، والتى ساء ختامها بفشل الثورة العرابية، خاصة وأن الأفغانى كان من واحدا من العوامل التى أدت إلى قيام الثورة الوطنية، وكانت أفكاره السياسية تجد أرضا خضبة بين الشباب.
كما أفرد المؤلف مساحة كبيرة للإمام محمد عبده، حيث تناول سيرة الإمام من بداية تكوينه وإعداده العلمى، ويروى الكتاب كيف نادى الإمام محمد عبده بإصلاح المجتمع، ويلمح الكتاب إلى موقف محمد عبده من الثورة العرابية ودوره فيها وكيف كان الإمام غير راض عن الثورة العسكرية، وإنه اضطر إلى تأييدها باعتبارها إصلاحا، كما خاض الكتاب فى منفى الإمام فى بارى وكيف أعجب بنهضتها، وكشفت له أسباب ضعف البلاد الإسلامية مستشهدا بكلمة للإمام يقول فيها "ما من مرة أزور أوروبا إلا يتجدد عندى الأمل فى تغيير حال المسلمين إلى خير منها".