تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر اللبنانى الكبير سعيد عقل، الذى ملأ الدنيا وأثار كثيرا من الجدل منه ما يتعلق بموقفه من إسرائيل، ومنه ما يتعلق باللغة اللبنانية التى تحدث عنها.
فى سنة 1967 أسّس سعيد عقل دارا جديدة للنشر باللغة اللبنانية والحرف اللاتينى أطلق عليها اسم "دار أجمل الكتب"، وسعى من خلال هذه الدار إلى مواصلة ما دعاه بـ"ثورة اللغة وثورة الحرف". لكن البداية كانت أقدم من ذلك وتعود للخمسينيات، حيث ألقى سعيد عقل سلسلة طويلة من المحاضرات والأحاديث دفاعاً عن نظريته الداعية إلى استبدال اللغة الفصحى باللهجة اللبنانية التى أصرّ على تسميتها بـ"اللغة اللبنانية"، والحرف العربى بالحرف اللاتينى.
وسعى سعيد عقل لتطبيق هذه النظرية، فنشر ديوانه "يارا" معتمداً "الحرف اللبنانى الجديد" المشتق من الحرف اللاتينى وأثار موجة من السجالات والمناظرات، غير أن العاصفة هدأت بسرعة، وعاد سعيد عقل للكتابة باللغة الفصحى وبالحرف العربى، لكنه لم يعترف بالهزيمة، وبعد سنوات، سافر إلى بريطانيا، وقصد مؤسسة مؤسسة "لينوتيب"، وعاد منها حاملاً بطاقة تعريفية طُبعت عليها حروف الأبجدية اللبنانية المبنية على الحروف اللاتينية، وأطلق دعوته إلى اعتمادها.