فى زهرة البستان جاءتنى باقة ورد. دون اسم لمرسلها..تفكر لحظتها أن واحدة تحبك وتريد أن تخفى نفسها.. أرسلتها لوجه المحبة.. شغلت نفسى فتشت جعبتى.. لم يكن هناك فى قاع القلب أى أثر.. ومضت الأيام.
أتذكر الآن.. لم أنس يوما تلك الطيبة المعجونة بالصبر.. على أيام طويلة نام فيها فى الظل ككل المبدعين.. صبر طويلا طويلا حتى واتاه حظه.
لعشر سنوات حين تحط الطائرة ويصبح الهاتف متاحا ومن أول ثانية كنت أطلبه لأرى أين موقعه.
من الطائرة إلى البيت أرمى الحقيبة على الواقف دون أن أحرك أنفاسى فى البيت ليستيقظ من سباته.
أطير إلى مكاوى فى أية بقعة كان.
حين كتب تغريدة البجعة كان يستحثنى لأكلمه بعد كل فصل أحيانا.. كنت خارج مصر وسعادته البالغة تصلنى كأنه فى حضنى.
ليس كاتبا كبيرا فقط.. غاندى المبدع يمشى على قدمين.. يظلل وسط البلد بابتسامه حانية ولسان فكه.. كنت أمازحه فى لحظات متنوعة بأنهم يجب أن يضعوا تمثالا له فى زهرة البستان.. منه تتفرع الجهات.. كتب بقلب.. كتب وسط البلد بشجاعة.. فى عنوان لافت.. مقتنيات وسط البلد.. كنت كبيرا يا مكاوى.. بعدك ستخرج فئران صغيرة لا تليق بالكتابة ولا بالمكان.
فى لحظة عتاب قلت لى: الورد بدون اسم كنت من أرسله خفية ومحبة.. المحبة التى تعشش فى القلب رغم كل شىء. تليق بالودعاء والكبار.
الآن.. الآن يا مكاوى.. كل الألم والدموع والصدمة لنا ورائحة الغياب المقيتة ..وكل الورد.. كل الورد لك