لا شك أن ما حدث فى الخامس والعشرون من يناير ثورة شعب أنهكه الفساد، ونخر فى جسده وجسد الوطن بأكمله، وكانت تهدف الثورة بالأساس إلى إسقاط نظام شاخ وأرخى للفاسدين أرضا صلبة، يمارسون فيها فسادهم، ومجموعة من رجال الأعمال باحتكار السلطة والثروة والسلع الأساسية، ولكن هناك على الشاطئ الآخر من كان ينتظر، بل مازال ينتظر ليس سقوط النظام فحسب بل سقوط الوطن وتقسيمه وتفتيته إلى دويلات صغيرة، كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس فيما عرّفته هى بمشروع الشرق الأوسط الكبير.
الكتاب الصادر عن "دار المعارف" يرصد كاتبه عاطف عبدالغنى، مدير تحرير مجلة أكتوبر، ما حدث بدقة، بداية من الغزو العراقى للكويت "الحرب الفخ" التى تم استدراج النظام العراقى إليها لشق الصف العربي، وكانت تلك ضربة البداية، ولم يكتشف كثيرون حتى الآن أنها كانت ضربة البداية الحقيقية فى الغرب لتدشين مخطط القوى الجيوسياسية التى تستهدف المنطقة العربية.
ويتكون الكتاب من جزأين، الجزء الأول مكون من 6 فصول: "الوقائع السرية لاختراق دولة مبارك، من الاتحاد السوفيتى إلى تفكيك بلاد العرب، الخلوة بالأعداء دون محارم، عمل موازٍ فى مصر، المسألة القطرية، القرضاوى ومشروع الخلافة القطرية".
ويتكون الجزء الثانى "القصة من الشاطئ الآخر" من 11 فصلاً: "قصة حكومتين، ملهم ثورات الربيع العربى، أنصحك بمشاهدة الفيلم وقراءة هذا التقرير، التغيير الاجتماعى من إسقاط الأنظمة إلى ثقافة غرف النوم، راقب صوّر دوّر اقلب خرّب، الدبابة التى حملت الأمريكان لغزو بلادنا، كم جنزير فى شوارع مصر؟، مصريون فى حظيرة أمريكا، إعادة تدوير 6 أبريل، من لندن إلى الدوحة.. «قصة أكاديمية التغيير». سيرة المخلوع مع البنك والصندوق، الإرادة الإلهية فى الربيع العربى، والختام ليس سلاما».