قلعة "آلموت" أحد أهم القلاع فى التاريخ الفارسى والإسلامى والعربى، والتى اشتهرت بعدة أسماء منها "النسور، الحشاشين"، استلهمت من الحكاوى التاريخية عنها الروائى السلوفاكى فلاديمير بارتول، فى روايته الشهيرة "آلموت" الصادرة فى 565 صفحة عام 1938.
البناء
تم بناء القلعة على قمة جبل شاهق فى خراسان بواسطة أحد ملوك الديلم القدماء، وسمّاها "ألوه أموت" وتعنى عش العقاب، لكن لم يعرف تاريخ محدد لبنائها، لكنها جددت عام 860، على يد حاكم علوى، وبنى عليها بنى الحصن حوالى عام 840 وعلى ارتفاع 2,100 متر، بطريق منحدر كبير، يصعب غزوه.
دولة الحشاشين
وبحسب بحث علمى أعده موقع "الباحثون السوريون" للأبحاث العليمة والتاريخية، إنه فى صيف 1090، تمكن شخص يدعى الحسن الصباح من السيطرة على القلعة، ليعلن منها دولته حيث جاء إلى أضفهان عام 1081 من أجل أن يقيم دولة تكون امتدادا للدولة الفاطمية فى شمال أفريقيا، وظل فيها 53 عاما كاملة حتى وفاته، وكانت بداية سيطرة "الصباح" على تلك القلعة بداية انتصارات له على دولة السلاجقة التى كانت تحكم بلاد فارس فى تلك الآونة، وبداية لتوسع طائفة الحشاشين أحد طوائف الإسماعيلية الشيعية، واتخذ الحشاشون مع "آلموت" عدة قلاع حصينة فى قمم الجبال لنشر دعوتهم وبناء دولتهم، ممَّا أكسبها عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطات الكبرى التابعة لهما، كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين إضافة إلى الصليبيين.
حملات السلاجقة
حاولت دولة السلاجقة من خلال العديد من الحملات التخلص من تلك الحشاشين، خاصة بعد وفاة حسن الصباح عام 1124م، وبعدما تعاقب على رئاسة الحشاشين كل من بزر جميد "صديق حسن الصباح" وابنه محمد بن بزرجميد، ثم تولى الحكم الحسن على حفيد نزار المصطفى لدين الله، واستمر أولاده فى زعامة الحشاشين للتأكيد على ولائهم لخط نزار وحقهم بالخلافة، وخلال تلك الفترة تمكن الحشاشون خلال السنين المتعاقبة من الصمود أمام الحملات السلجوقية، ثم الخوارزمية بعدها، وذلك إلى أن قدمت قوةٌ جديدةٌ للمنطقة، فى عام 1218.
المغول والقضاء على الحشاشين
فى طريقها للشرق واجهت المغول عدة دول وحصون، وكانت قلاع الحشاشين إحدى العقبات التى واجهتها، وفى عام 1256، قام القائد المغولى هولاكو بعمل هجمات على مناطق الحشاشين فلم تصمد أغلبها، حيث اقتحم المغول عددا من القلاع وأعدموا كل من تجاوز عمره الـ10 سنوات، والباقى تم بيعه فى سوق الرقيق.
ركن الدين خورشاه زعيم الحشاشين فى ذلك الوقت لم يستطع المقاومة فعرض الاستسلام على المغول مقابل سلامته هو وأتباعه، فوافق هولاكو وتم إخلاء قلاع الحشاشين ومن ضمنها آلموت، وبعدها تسلق المغول آلموت أحرقوها بما فيها من مكتبة ضخمة ضمت أسرار الحركة وأدبها، كما أنهم غدروا بركن الدين فقتلوه وقتلوا ما استطاعوا من أتباعه.
محاولة العودة والاندثار
استطاع الحشاشون العنيدون العودة والسيطرة على آلموت مرة أخرى فى 1275، لكن لم يستمروا إلا لفترة قليلة فقط لتندثر هذه الحركة تدريجيا فى بلاد فارس.
بقايا القلعة
لم يتبق من القلعة سوى بقايا خراب وعدد من الأبنية كانت مكتبات وحدائق، ولكن فى عام 2004، خرب ما تبقى من الجدران الآيلة من الحصن، على خلفية قيام زلزال قوى فى تلك المنطقة.