نيرون آخر ملوك الإمبراطورية الرومانية، وأكثرهم شهرة، ربما بسبب شخصيته المشوهة والمريضة بحسب أغلب المراجع التاريخية.
وتمر هذا الشهر ذكرى ميلاد الإمبراطور نيرون، إذ ولد فى 15 أغسطس عام 37 ميلادية، بعاصمة الدولة الرومانية آنذاك روما، وتولى حكم الإمبراطورية وهو فى سن السابعة عشرة، وبالتحديد، 13 أكتوبر 54 ميلادية.
واشتهر الإمبراطور الرومانى بتصرفاته غير العاقلة، حيث وجهت له أصابع بالاتهام فى عديد من الجرائم التاريخية منها اضطهاد المسيحيين، وحرق روما، وقتل والدته وزوجته.
دموية وشذوذ
بحسب كتاب "على رقاب العباد" للكاتب الكبير أنيس منصور، إن نيرون ورث النزعة الدموية من أمه "أجربينا" التى قتلت زوجها الإمبراطور كلوديوس، فقتل – أى نيرون - كل إنسان يهدده أو يبدو عليه ذلك، ووصفه المؤرخون بأنه إنسان مشوه له كرش وله ساقان نحيفتان وشعر أصفر منكوش دائما وعينان زرقاوان.
حريق روما
بحسب دراسة للأنبا يوانس أسقف الغربية، وفى حديثه عن المتسبب فى حريق عاصمة الإمبراطورية الرومانية "روما" أكد المؤلف أن أغلب الشائعات وكتابات المؤرخين تشير بأصبعها إلى نيرون على أنه الفاعل، وأنه أراد أن يستمتع بمنظر طروادة تحترق مرة أخرى.
وبحسب كتاب "الطاغية نيرون سنوات الهرطقة والمحرقة" للكاتب محمد عصمت أن نيرون كان جالساً فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذى خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.
اضطهاد المسيحيين
الغريب أن نيرون وبرغم اتهامه بحريق روما إلا أنه صوب أصابع الاتهام إلى المسيحيين، بل وحاول طمس معالم الديانة المسيحيية فى قرونها الأولى، واعتبرها جريمة يعاقب عليها القانون، وبحسب موقع الأنبا تكلا، إن نيرون قام بكرنفال من دماء، وقام بقتل المسيحيين بطرق بشعة راح على آثرها أعداد ضخمة، حتى إنه قام. صلب بعضهم إمعانًا فى السخرية بعقوبة المسيح ولف البعض الآخر فى جلود الحيوانات الضارية وألقوا للكلاب المسعورة فى مسرح الألعاب الرياضية.
العناء والتمثيل
بحسب كتاب "الطاغية نيرون سنوات الهرطقة والمحرقة"، للمؤلف الكاتب محمد عصمت، فإن نيرون سيطرت عليه فكرة أنه كان بارعا فى الغناء والتمثيل، فكان يخرج إلى اليونان ويطوف مدنها يحصد الجوائز فى مجال التمثيل والغناء، جوائز لا تجرؤ لجان تحكيمها على أن تنتقده أو تعطى الجائزة الأولى لغيره فى كل المجالات التى يدخل فيها.
وهو ما يوضح من خلال بعض المراجع التاريخية التى أكدت أنه أمسك بيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس، أثناء حريق روما.