عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة جلسة بحثية بعنوان "علاقة الأدب بالمجتمع" بمسرح المدينة الشبابية بشرم الشيخ، ضمن فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمؤتمر أدباء مصر والذى تنظمه الهيئة بعنوان "التأسيس الاجتماعى للأدب.. دورة عميد الأدب العربى طه حسين" بمحافظة جنوب سيناء.
وتضمنت الجلسة ورقة بحثية بعنوان "رؤية العالم فى السائرون نياما لسعد مكاوى" للدكتور رمضان سيف الدين وأدار الجلسة الباحث عصام ستاتى.
وتناول "ستاتى" فى مقدمة الجلسة جهود التيارات الوطنية المصرية فى مواجهة الاستعمار والاستسلام لفكرة الخلافة وقضية طابا الأولى التى واجهتها مجموعات وطنية، على رأسها أحمد لطفى السيد واتجاههم الدائم بالفن فى اتجاه المجتمع، ولم تكن فكرة الفن من أجل الفن مطروحة فى ذلك الوقت ومنها عرج على تاريخ طه حسين السياسى والأدبى ودوره فى المجتمع ومقولته الشهيرة فى مناقشة رسالة الدكتوراه للدكتور عبد الرحمن بدوى عندما قال لقد أنجبت مصر فيلسوفها الأول.
بينما تناول الدكتور رمضان سيف الدين نشأة مكاوى وسفره لفرنسا لدراسة الطب وتركه للطب وانتقاله إلى السوربون ودراسة الأدب وسلوكه طريق الصحافة ومن حياته دخل إلى الرواية التى نشرت بأجزائها الثلاث على حلقات فى جريدة المصرى كل يوم جمعة وانطلاقا من لحظة تاريخية شهدت أربعة حكام لمصر فى يوم واحد فى العصر المملوكى ووصفه التناقض بين بيوت أمراء المماليك وبيوت الشعب، وكيف تنبأت الرواية بسقوط التجربة الناصرية فى طامة ٦٧، على حد تعبيره.
وأشاد سيف الدين بالبناء الروائى المحكم عند سعد مكاوى والتوازن بين الوعى الواقعى والوعى الممكن عند الكاتب، وهو ما جعله ينتج رؤية مجتمعية تستشرف المستقبل وتقرأ واقعه المجتمعى.
وارتباط شخوص الرواية بالهروب والتخفى بعيدا عن أعين الرقباء كتلميح لتخفى المثقفين أبناء عصر النهضة المصرية، خوفا من بطش الحاكم.
وأشار د. مكى إلى أن البحث لم ينصف عبد الناصر الذى ما كنا سنتعلم - نحن أبناء الطبقات الفقيرة - مؤكدا أن رؤية نصف الصورة تدعو للفرقة والتناحر.
وتساءل صلاح نعمان حول عدم سماعنا عن الردود الحديثة على القضايا التى هاجمت أدباء ومفكرين، كرد د. محمد عمارة على قضية كتاب الشعر الجاهلى لطه حسين، وتقديم أحد كبار علماء الأزهر الطبعة الحديثة من رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ التى كفرته نفس المؤسسة بسببها سابقا.
بينما يرى الكاتب الصحفى سعد القرش أن الورقة أولت رواية سعد مكاوى تأويلا سياسيا متعسفا. وأكد محمد الصاوى أن صعوبة التلقى المجتمعى للاختلاف مع ما هو راسخ فى وعيهم من الطبيعى أن يواجه بالرفض، مشيرا إلى أن روعة رواية سعد مكاوى فى اعتمادها على الإشارات وليس الإسقاط.
وأكد شوقى عبد الحميد أن التأويل السياسى والاجتماعى للأدب لا ينفصلان، وأضاف أن أسر الثقافة فى العصر الناصرى لترويج فكرة أن البطل المهزوم هو من يستطيع صناعة النصر.
وطالب د. حمدى سليمان بضرورة تعلمنا لثقافة الرأى والرأى الآخر على خلفية التعصب السياسى فى المداخلات.
كما طالب حاتم صلاح السروى الجميع بالنظر لمجتمعنا الحالى والنظر للمستقبل، والخروج من الاستقطاب للماضى الذى نعيشه معظمنا. وقال السيد عبد الفتاح إن كون عبد الناصر تعرض لهزيمة لا يجعل منه خائنا وفاسدا فقط، فلكل جواد كبوة.