راسبوتين من أكثر الشخصيات غموضا فى القرن العشرين، ذلك الراهب المقرب من البلاط الإمبرطورى لقيصر روسيا نيقولا، والمشهور بأعمال السحر والتنجيم وتحضير الأرواح، والسكر وعلاقته الجنسية بالعاهرات.
تمر اليوم ذكرى وفاة جريجورى يافيموفيتش راسبوتين، إذ توفى فى 16 ديسمبر 1916، عن عمر ناهز حينها 47 عاما، حيث تم اغتياله على يد مجموعة من المحافظين وعلى رأسهم الأمير فيليكس يوسوبوف وابن عم القيصر الدوق الأكبر ديمترى، حيث فكرا فى إزاحة راسبوتين من الطريق بعدما شعرا بأن مستقبل روسيا أصبح تحت إمرة راسبوتين، والذى كان يقود العائلة الملكية فى روسيا إلى مستقبل غامض.
وبعد وفاته نشرت عن راسبوتين العديد من الروايات والحكايات عن شخصيته وأفعاله وعن المتع الجسدية والنزعات الشهوانية، وأغلب الدراسات أكدت أنه كان ذا سحر خاص لدى النساء، وقام بعلاقات متعددة مع عدد كبير من نساء القصر بحجة أنه وحى ربانى.
وبحسب كتاب "راسبوتين الراهب المحتال" لـ فالنتين راسبوتين، وصف "راسبوتين" بسارق الخيول الذى ارتقى لمستشار سرى للقيصر نيقولا الثانى، مشيرا إلى إنه كان فلاحا روسيا أميا ذا أخلاق منحطة وصفات حيوانية فلم يكن له من العمل سوى الكسل والفجور والسرقة، وبحسب المؤلف فإن تقريرا صادرا من محاكم توبولسك، يقول إن راسبوتين قبض عليه، بصفته قاطع طريق وسجن مرتين وفى الثالثة جلد علنا وأهين شرفه بدرجة حملته على مغادرة بوكروفسكى فارتاج الفرويون لاختفاءه، وترك خلفه امرأة وصبيا اسمه ديمترى وبنتين، وبعدما قصى سنيتين فى التشرد وخيانة كل التعسات اللواتى التقين به، عنت له فكرة باهرة وهو أن يصير رجلا تقيا.
وبحسب كتاب "كتاب راسبوتين القصة الحقيقية" فإنه كان شخصا ذات قدرات خارقة مما أهله للعمل وهو شاب فى مجال صعب لا يقدر عليه إلا الرجال الشداد، إذ برع فى مجال ترويض الخيول الجامحة، ثم أصبح سائسا لعربات الأثرياء، وكان أهل قريته يؤمنون بقدريته الخاصة فليجأون إليه عندما يسرق من أحدهم شىء كفرس أو حصان ليخمن لهم اسم اللص، ودائما ما كانت تخميناته صحيح، وألمح المؤلف إلى أن راسبوتين نفسه اتهم فى سرقة أحد الجياد فهرب وسجن لفترة فى سجن قلعة توبوليسك عقابا له على هذه الجريمة.